القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 75 سورة النساء - وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان

سورة النساء الآية رقم 75 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 75 من سورة النساء - إعراب القرآن الكريم - سورة النساء : عدد الآيات 176 - - الصفحة 90 - الجزء 5.

﴿ وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴾
[ النساء: 75]

﴿ إعراب: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ﴾

(وَ ما لَكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ما والجملة استئنافية.

(لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) لا نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل اللّه لفظ الجلالة مضاف إليه (وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ) عطف على اللّه أي: وخلاص المستضعفين (مِنَ الرِّجالِ) متعلقان بمحذوف حال (وَ النِّساءِ وَالْوِلْدانِ) عطف (الَّذِينَ) اسم موصول صفة وجملة (يَقُولُونَ) صلة الموصول (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ) أخرجنا فعل دعاء ومفعول به والفاعل أنت والجار والمجرور متعلقان بالفعل القرية بدل من اسم الإشارة مجرور بالكسرة ربنا منادى مضاف منصوب بأداة النداء المحذوفة والجملة:

مقول القول (الظَّالِمِ) صفة (أَهْلُها) فاعل الظالم (وَاجْعَلْ لَنا) الجار والمجرور متعلقان بفعل الدعاء قبلهما وهما في محل نصب المفعول الأول (مِنْ لَدُنْكَ) متعلقان بمحذوف حال من (وَلِيًّا) المفعول الثاني لاجعل ومثلها: (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً).


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 75 - سورة النساء

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

والخطاب في قوله : { ومالكم لا تقاتلون } التفات من طريق الغيبة ، وهو طريق الموصول في قوله : { الذين يَشرون الحياة الدنيا بالآخرة } إلى طريق المخاطبة .

ومعنى { ما لكم لا تقاتلون } ما يمنعكم من القتال ، وأصل التركيب : أي شيء حقّ لكم في حال كونكم لا تقاتلون ، فجملة { لا تقاتلون } حال من الضمير المجرور للدلالة على ما منه الاستفهام .

والاستفهام إنكاري ، أي لا شيء لكم في حال لا تقاتلون ، والمراد أنّ الذي هو لكم هو أن تقاتلوا ، فهو بمنزلة أمرٍ ، أي قاتلوا في سبيل الله لا يصدّكم شيء عن القتال ، وقد تقدّم قريب منه عند قوله تعالى : { قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله } في سورة [ البقرة : 246 ] .

ومعنى { في سبيل الله } لْاجل دينه ولمرضاته ، فحرف ( في ) للتعليل ، ولأجل المستضعفين ، أي لنفعهم ودفع المشركين عنهم .

و ( المستضعفون ) الذين يعدّهم الناس ضعفاء ، و ( فالسين والتاء للحسبان ، وأراد بهم من بقي من المؤمنين بمكة من الرجال الذين منعهم المشركون من الهجرة بمقتضى الصلح الذي انعقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين سفير قريش سهيل بن عمرو؛ إذّ كان من الشروط التي انعقد عليها الصلح : أنّ من جاء إلى مكة من المسلمين مرتداً عن الإسلام لا يردّ إلى المسلمين ، ومن جاء إلى المدينة فارّاً من مكة مؤمناً يردّ إلى مكة . ومن المستضعفين الوليد بن الوليد . وسلمة بن هشام . وعيّاش بن أبي ربيعة . وأمّا النساء فهنّ ذوات الأزواج أو ولايى الأولياء المشركين اللائي يمنعهنّ أزواجهنّ وأولياؤهنّ من الهجرة : مثل أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط ، وأمّ الفضل لبابَة بنت الحارث زوج العباس ، فقد كنّ يؤذَيْن ويحقَّرْن . وأمّا الوِلدَانُ فهم الصغار من أولاد المؤمنين والمؤمنات ، فإنّهم كانوا يألَمون من مشاهدة تعذيب آبائهم وذويهم وإيذاء أمّهاتهم وحاضناتهم ، وعن ابن عباس أنّه قال : كنتُ أنا وأميّ من المستضعفين .

والقتال في سبيل هؤلاء ظاهر ، لإنقاذهم من فتنة المشركين ، وإنقاذ الولدان من أن يشبّوا على أحوال الكفر أو جهل الإيمان .

والقرية هي مكّة . وسألوا الخروج منها لِما كدّر قدسها من ظلم أهلها ، أي ظلم الشرك وظلم المؤمنين ، فكراهية المقام بها من جهة أنّها صارت يومئذٍ دار شرك ومناواة لدين الإسلام وأهلِه ، ومن أجل ذلك أحلّها الله لرسوله أن يقاتل أهلها ، وقد قال عباس بن مرداس يفتخر باقتحام خيل قومه في زمرة المسلمين يوم فتح مكة : «

شَهِدْنَ مع النبي مُسَوّمَاتٍ

حُنَيْناً وهي دَامية الحَوامي

وَوقْعَةَ خَالدٍ شَهِدَتْ وحَكَّتْ

سَنَابِكَها على البَلَدِ الحرام »

وقد سألوا من الله وليّاً ونصيراً ، إذْ لم يكن لهم يومئذٍ وليّ ولا نصير فنصرهم الله بنبيئه والمؤمنين يوم الفتح .

قراءة سورة النساء

المصدر : إعراب : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان