القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 8 سورة البينة - جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا

سورة البينة الآية رقم 8 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 8 من سورة البينة - إعراب القرآن الكريم - سورة البينة : عدد الآيات 8 - - الصفحة 599 - الجزء 30.

﴿ جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ ﴾
[ البينة: 8]

﴿ إعراب: جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 8 - سورة البينة

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

وجملة : { جزاؤهم عند ربهم جنات عدن } إلى آخرها مبيِّنة لجملة : { أولئك هم خير البريئة } .

و { عند ربهم } ظرف وقع اعتراضاً بين { جزاؤهم } وبين { جنات عدن } للتنويه بعِظَم الجزاء بأنه مدَّخر لهم عند ربهم تكرمةً لهم لما في { عند } من الإِيماء إلى الحظوة والعناية ، وما في لفظ ربهم من الإِيماء إلى إجزال الجزاء بما يناسب عظم المضاف إليه { عندَ } ، وما يناسب شأن من يَرُب أن يبلغ بمربوبه عظيم الإحسان .

وإضافة : { جنات } إلى { عدن } لإِفادة أنها مسكنهم لأن العَدْن الإِقامة ، أي ليس جزاؤهم تنزهاً في الجنات بل أقوى من ذلك بالإِقامة فيها .

وقوله : { خالدين فيها أبداً } بشارة بأنها مسكنهم الخالد .

ووصف الجنات ب { تجري من تحتها الأنهار } لبيان منتهى حسنها .

وجَرْيُ النهر مستعار لانتقال السيْل تشبيهاً لسرعة انتقال الماء بسرعة المشي .

والنهر : أخدود عظيم في الأرض يسيل فيه الماء فلا يطلق إلا على مجموع الأخدود ومائه . وإسناد الجري إلى الأنهار توسع في الكلام لأن الذي يجري هو ماؤها وهو المعتبر في ماهية النهر .

وجعل جزاء الجماعة جمعَ الجنات فيجوز أن يكون على وجه التوزيع ، أي لكل واحد جنة كقوله تعالى : { يجعلون أصابعهم في آذانهم } [ البقرة : 19 ] وقولك : ركب القوم دوابَّهم ، ويجوز أن يكون لكل أحد جنات متعددة والفضل لا ينحصر قال تعالى : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن : 46 ] .

وجملة : { رضي الله عنهم } حال من ضمير { خالدين } ، أي خالدين خلوداً مقارناً لرضى الله عنهم ، فهم في مدة خلودهم فيها محفوفون بآثار رضى الله عنهم ، وذلك أعظم مراتب الكرامة قال تعالى :

{ ورضوان من اللَّه أكبر } [ التوبة : 72 ] ورِضَى الله تعلق إحسانه وإكرامه لعبده .

وأما الرضى في قوله : { ورضوا عنه } فهو كناية عن كونهم نالهم من إحسان الله ما لا مطلب لهم فوقه كقول أبي بكر في حديث الغار : «فشَرب حتى رضيتَ» ، وقول مخرمة حين أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قَباءً : «رَضِيَ مخرمة» . وزاده حُسْن وقع هنا ما فيه من المشاكلة .

{ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ } .

تذييل آت على ما تقدم من الوعد للذين آمنوا والوعيد للذين كفروا بُيّن به سبب العطاء وسبب الحرمان وهو خشية الله تعالى بمنطوق الصلة ومفهومها .

والإِشارة إلى الجزاء المذكور في قوله : { جزاؤهم عند ربهم } يعني أن السبب الذي أنالهم ذلك الجزاء هو خشيتهم الله فإنهم لما خشوا الله توقعوا غضبه إذا لم يصغوا إلى من يقول لهم : إني رسول الله إليكم ، فأقبلوا على النظر في دلائل صدق الرسول فاهتدوا وآمنوا ، وأما الذين آثروا حظوظ الدنيا فأعرضوا عن دعوة رسول من عند الله ولم يتوقعوا غضب مرسله فبقوا في ضلالهم .

فما صدْقُ : «من خشي ربه» هم المؤمنون ، واللام للملك ، أي ذلك الجزاء للمؤمنين الذين خشوا ربهم فإذا كان ذلك ملكاً لهم لم يكن شيء منه ملكاً لغيرهم فأفاد حرمان الكفرة المتقدم ذكرهم وتم التذييل .

وفي ذكر الرب هنا دون أن يقال : ذلك لمن خشي الله ، تعريض بأن الكفار لم يرعوا حق الربوبية إذ لم يخشوا ربهم فهم عبيد سوء .

قراءة سورة البينة

المصدر : إعراب : جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا