إعراب الآية 80 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 245 - الجزء 13.
(فَلَمَّا) الفاء استئنافية ولما الحينية (اسْتَيْأَسُوا) ماض وفاعله والجملة مضاف إليه (مِنْهُ) متعلقان بالفعل (خَلَصُوا) ماض وفاعله والجملة جواب لما لا محل لها (نَجِيًّا) حال من الواو من خلصوا (قالَ كَبِيرُهُمْ) ماض وفاعله والهاء مضاف إليه (أَلَمْ) الهمزة للاستفهام ولم جازمة (تَعْلَمُوا) مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة مقول القول (أَنَّ أَباكُمْ) أن واسمها المنصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة والكاف مضاف إليه والمصدر المؤول سد مسد مفعولي تعلموا (قَدْ) حرف تحقيق (أَخَذَ) ماض (عَلَيْكُمْ) متعلقان بأخذ (مَوْثِقاً) مفعول به (مِنَ اللَّهِ) لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بموثقا (وَمِنْ قَبْلُ) الواو حالية قبل ظرف زمان مبني على الضم لأنه مقطوع عن الإضافة لفظا لا معنى وهما متعلقان بفرطتم (ما) زائدة (فَرَّطْتُمْ) ماض وفاعله (فِي يُوسُفَ) متعلقان بفرطتم والجملة حالية (فَلَنْ) الفاء استئنافية لن (أَبْرَحَ) المضارع منصوب بلن بالفتحة وفاعله مستتر (الْأَرْضَ) مفعول به (حَتَّى) حرف غاية وجر (يَأْذَنَ) مضارع منصوب (لِي) متعلقان بيأذن (أَبِي) فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه (أَوْ) حرف عطف (يَحْكُمَ اللَّهُ) مضارع ولفظ الجلالة فاعله والجملة معطوفة على يأذن (وَهُوَ) الواو حالية وهو مبتدأ (خَيْرُ) خبر والجملة حالية (الْحاكِمِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
{ استيأسوا } بمعنى يئسوا فالسين والتاء للتأكيد ، ومثلها { فاستجاب له ربه } [ سورة يوسف : 34 ] واستعصَم }.
واليأس منه : اليأس من إطلاقه أخاهم ، فهو من تعليق الحكم بالذات . والمراد بعض أحوالها بقرينة المقام للمبالغة .
وقرأ الجمهور { استيأسوا } بتحتية بعد الفوقية وهمزة بعد التحتية على أصل التصريف . وقرأه البزي عن ابن كثير بخلف عنه بألف بعد الفوقية ثم تحتية على اعتبار القلب في المكان ثم إبدال الهمزة .
و { خلصوا } بمعنى اعتزلوا وانفردوا . وأصله من الخلوص وهو الصفاء من الأخلاط . ومنه قول عبد الرحمان بن عوف لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في آخر حجة حجّها حيث عزم عمر رضي الله عنه على أن يخطب في الناس فيحذرهم من قوم يريدون المزاحمة في الخلافة بغير حق ، قال عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه : «يا أمير المؤمنين إن المَوسم يجمع رَعاع الناس فأمهل حتى تقدم المدينة فتخلص بأهل الفقه . . . » إلخ .
والنجيّ : اسم من المناجاة ، وانتصابه على الحال . ولما كان الوصف بالمصدر يلازم الإفراد والتذكير كقوله تعالى : { وإذْ هم نجوى }. والمعنى : انفردوا تناجيا . والتناجي : المحادثة سراً ، أي متناجين .
وجملة { قال كبيرهم } بدل من جملة { خلصوا نجيا } وهو بدل اشتمال ، لأن المناجاة تشتمل على أقوال كثيرة منها قَول كبيرهم هذا ، وكبيرهم هو أكبرهم سناً وهو رُوبين بِكرُ يعقوب عليه السلام .
والاستفهام في { ألم تعلموا } تقريري مستعمل في التذكير بعدم اطمئنان أبيهم بحفظهم لابنه .
وجملة { ومن قبل ما فرطتم } جملة معترضة . و { ما } مصدرية ، أي تفريطكم في يوسف عليه السلام كان من قبل المَوثق ، أي فهو غير مصدقكم فيما تخبرون به من أخذ بنيامين في سرقة الصُّوَاع . وفرع عليه كبيرهم أنه يبقى في مصر ليكون بقاؤه علامة عند يعقوب عليه السلام يعرف بها صدقهم في سبب تخلف بنيامين ، إذ لا يرضى لنفسه أن يبقى غريباً لولا خوفه من أبيه ، ولا يرضى بقية أشقائه أن يكيدوا له كما يكيدون لغير الشقيق .
وقوله : { أو يحكم الله لي } ترديد بين ما رسمه هو لنفسه وبين ما عسى أن يكون الله قد قدره له مما لا قبل له بدفعه ، فحذف متعلّق { يحكم } المجرور بالباء لتنزيل فعل { يحكم } منزلة ما لا يطلب متعلقاً .
واللام للأجل ، أي يحكم الله بما فيه نفعي . والمراد بالحكم التقدير .
وجملة { وهو خير الحاكمين } تذييل . و { خير الحاكمين } إن كان على التعميم فهو الذي حكمه لا جور فيه أو الذي حكمه لا يستطيع أحد نقضه ، وإن كان على إرادة وهو خير الحاكمين لي فالخبر مستعمل في الثناء للتعريض بالسؤال أن يقدر له ما فيه رأفة في رد غربته .
وعدم التعرّض لقول صدَر من بنيامين يدافع به عن نفسه يدل على أنه لازم السكوت لأنه كان مطلعاً على مراد يوسف عليه السلام من استبقائه عنده ، كما تقدم في قوله : { آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك } [ يوسف : 69 ].
المصدر : إعراب : فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد