إعراب الآية 83 من سورة الزخرف - إعراب القرآن الكريم - سورة الزخرف : عدد الآيات 89 - - الصفحة 495 - الجزء 25.
(فَذَرْهُمْ) الفاء الفصيحة وأمر وفاعل مستتر ومفعول به والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها (يَخُوضُوا) مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل (وَيَلْعَبُوا) معطوف على ما قبله (حَتَّى) حرف غاية وجر (يُلاقُوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعله والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بيخوضوا (يَوْمَهُمُ) مفعول به (الَّذِي) صفة يومهم (يُوعَدُونَ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)
اعتراض بِتَفْرِيععٍ عَن تنزيه الله عما ينسبونه إليه من الولد والشركاء ، وهذا تأييس من إجداء الحجة فيهم وأن الأوْلى به متاركتهم في ضلالهم إلى أن يحِين يومٌ يلقون فيه العذاب الموعود . وهذا متحقق في أيمة الكفر الذين ماتوا عليه ، وهم الذين كانوا متصدين لمحاجّة النبي صلى الله عليه وسلم ومجادلته والتشغيب عليه مثل أبي جهل وأمية بن خلف وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة والوليد بن المغيرة والنضر بن عبد الدار ممن قُتلوا يوم بدر .
و ( اليومَ ) هنا محتمل ليوم بدر وليوم القيامة وكلاهما قد وُعدوه ، والوعد هنا بمعنى الوعيد كما دل عليه السياق .
والخَوْض حقيقته : الدخول في لُجّة الماء ماشياً ، ويطلق مجازاً على كثرة الحديث ، والأخبار والاقتصار على الاشتغال بها ، وتقدم في قوله : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم } في سورة الأنعام ( 68 ) .
والمعنى : فأعرض عنهم في حال خَوضهم في الأحاديث ولَعِبهم في مواقع الجد حين يهزأوون بالإسلام . واللعب : المزح والهزل .
وجُزم فعل { يخوضوا ويلعبوا } بلام الأمر محذوفة وهو أولى من جعله جزماً في جواب الأمر ، وقد تكرر مثله في القرآن فالأمر هنا مستعمل في التهديد من قبيل { اعملوا ما شئتم } [ فصلت : 40 ] .
وقرأ الجمهور { يلاقوا } بضم الياء وبألف بعد اللام ، وصيغة المفاعلة مجاز في أنه لقاء مُحقق . وقرأه أبو جعفر { يَلْقوا } بفتح الياء وسكون اللام على أنه مضارع المُجرد .
المصدر : إعراب : فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون