القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 85 سورة غافر - فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت

سورة غافر الآية رقم 85 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 85 من سورة غافر - إعراب القرآن الكريم - سورة غافر : عدد الآيات 85 - - الصفحة 476 - الجزء 24.

﴿ فَلَمۡ يَكُ يَنفَعُهُمۡ إِيمَٰنُهُمۡ لَمَّا رَأَوۡاْ بَأۡسَنَاۖ سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ فِي عِبَادِهِۦۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾
[ غافر: 85]

﴿ إعراب: فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت ﴾

(فَلَمْ يَكُ) الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة واسمه مستتر (يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ) مضارع مرفوع ومفعوله وإيمانهم فاعله والجملة خبر يك وجملة لم يك مستأنفة (لَمَّا) ظرفية بمعنى حين (رَأَوْا بَأْسَنا) ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة (سُنَّتَ) مفعول مطلق (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه (الَّتِي) صفة لسنة (قَدْ) حرف تحقيق (خَلَتْ) ماض فاعله مستتر (فِي عِبادِهِ) متعلقان بالفعل والجملة صلة (وَخَسِرَ) حرف استئناف وماض (هُنالِكَ) اسم إشارة في محل نصب على الظرفية المكانية (الْكافِرُونَ) فاعل مرفوع بالواو والجملة مستأنفة.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 85 - سورة غافر

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)

وجملة { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون } كالفذلكة لقوله : { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُم إيمانهم لَمَّا رَأوا بَأْسَنا } ، وبذلك آذنت بانتهاء الغرض من السورة . و { هنالك } اسم إشارة إلى مكاننٍ ، استعير للإِشارة إلى الزمان ، أي خسروا وقتَ رؤيتهم بأسنا إذْ انقضت حياتهم وسلطانهم وصاروا إلى ترقب عذاب خالد مستقبل .

والعدول عن ضمير { الَّذِينَ كانوا مِن قَبْلِهم كَانُوا هم أشَدَّ منهم قُوَّةً } [ غافر : 21 ] إلى الاسم الظاهر وهو الكافرون } إيماءٌ إلى أن سبب خسرانهم هو الكفر بالله وذلك إعذار للمشركين من قريش .

أسلوب سورة غافِر

أسلوبها أسلوبُ المحاجّة والاستدلال على صدق القرآن وأنه منزل من عند الله ، وإبطال ضلالة المكذبين وضرب مثلهم بالأمم المكذبة ، وترهيبهم من التمادي في ضلالهم وترغيبهم في التبصر ليهتدوا . وافتتحت بالحرفين المقطعين من حروف الهجاء لأن أول أغراضها أن القرآن من عند الله ففي حرفي الهجاء رمزٌ إلى عجزهم عن معارضته بعد أن تحدّاهم ، لذلك فلم يفعلوا ، كما تقدم في فاتحة سورة البقرة . وفي ذلك الافتتاح تشويق إلى تطلّع ما يأتي بعده للاهتمام به .

وكان في الصفات التي أجريت على اسم مُنزِّل القرآن إيماء إلى أنه لا يشبه كلام البشر لأنه كلام العزيز العليم ، وإيماء إلى تيسير إقلاعهم عن الكفر ، وترهيب من العقاب على الإِصرار ، وذلك كله من براعة الاستهلال . ثم تُخلص من الإِيماء والرمز إلى صَريح وصف ضلال المعاندين وتنظيرهم بسابقيهم من الأمم التي استأصلها الله .

وخص بالذكر أعظم الرسل السالفين وهو موسى مع أمةٍ من أعظم الأمم السالِفة وهم أهل مصر وأطيل ذلك لشدة مماثلة حالهم لحال المشركين من العرب في الاعتزاز بأنفسهم ، وفي قلة المؤمنين منهم مثل مؤمن آل فرعون ، وتخلل ذلك ثَبات موسى وثَبات مؤمن آل فرعون إيماء إلى التنظير بثبات محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، ثم انتقل إلى الاستدلال على الوحدانية وسعة القدرة على إعادة الأموات .

وختمت بذكر أهل الضلال من الأمم السالفة الذين أَوْبقهم الإِعجابُ برأيهم وثقتهم بجهلهم فصمَّت آذانهم عن سماع حجج الحق ، وأعماهم عن النظر في دلائل الكون فحسبوا أنهم على كمال لا ينقصهم ما به حاجة إلى الكمال ، فحاق بهم العذاب ، وفي هذا رد العجز على الصدر . وخوّف الله المشركين من الانزلاق في مهواة الأولين بأن سنة الله في عباده الإِمهال ثم المؤاخذة ، فكان ذلك كلمة جامعة للغرض أذنت بانتهاء الكلام فكانت محسن الختام .

وتخلل في ذلك كلّه من المستطردات والانتقالات بذكر ثناء الملأ الأعلى على المؤمنين وثنائهم على الكافرين ، وذكر ما هم صائرون إليه من العذاب والندامة ، وتمثيل الفارق بين المؤمنين والكافرين ، وتشويه حال الكافرين في الآخرة ، وتثبيت المؤمنين على إيمانهم وأن الله ناصر رسوله والمؤمنين في الدنيا والآخرة ، وأمْرَهم بالصبر والتوكل ، وأن شأن الرسول صلى الله عليه وسلم كشأن الرسل من قبله في لُقيان التكذيب وفي أنه يأتي بالآيات التي أجراها الله على يديه دون مقترحات المعاندين .

قراءة سورة غافر

المصدر : إعراب : فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت