إعراب الآية 89 من سورة الأنبياء - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنبياء : عدد الآيات 112 - - الصفحة 329 - الجزء 17.
(وَزَكَرِيَّا) معطوف على ما سبق أو مفعول به لفعل اذكر المحذوف (إِذْ) ظرف زمان (نادى) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر مضاف إليه (رَبَّهُ) مفعول به والهاء مضاف إليه (رَبِّ) منادى منصوب حذف منه أداة النداء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة تخفيفا وياء المتكلم المحذوفة مضاف إليه (لا) ناهية للدعاء (تَذَرْنِي) مضارع مجزوم والنون للوقاية والياء مفعول به (فَرْداً) حال منصوبة وما تقدم من الجمل في محل نصب مقول القول لفعل قال المحذوف تقديره قال رب إلخ (وَأَنْتَ خَيْرُ) الواو حالية ومبتدأ وخبر والجملة حالية (الْوارِثِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الوارثين * فاستجبنا }
كان أمر زكرياء الذي أشار إليه قوله : { إذ نادى ربه } آية من آيات الله في عنايته بأوليائه المنقطعين لعبادته فخصّ بالذكر لذلك . والقول في عطف { وزكرياء } كالقول في نظائره السابقة .
وجملة { رب لا تذرني فردا } مبيّنة لجملة { نادى ربه }. وأطلق الفرد على من لا ولد له تشبيهاً له بالمُنفرد الذي لا قرين له . قال تعالى : { وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً } [ مريم : 95 ] ، ويقال مثله الواحد للذي لا رفيق له ، قال الحارث بن هشام :
وعَلمتُ أني إن أُقاتل واحداً ... أقتل ولا يَضررُ عدوي مشهدي
فشُبه من لا ولد بالفرد لأن الولد يصيّر أباه كالشفع لأنه كجزء منه . ولا يقال لذي الولد زوجٌ ولا شفع .
وجملة { وأنت خير الوارثين } ثناء لتمهيد الإجابة ، أي أنت الوارث الحق فاقض عليّ من صفتك العلية شيئاً . وقد شاع في الكتاب والسنة ذكر صفة من صفات الله عند سؤاله إعطاء ما هو من جنسها ، كما قال أيوب { وأنت أرحم الراحمين } [ الأنبياء : 83 ] ، ودلّ ذكر ذلك على أنه سأل الولد لأجل أن يرثه كما في آية [ سورة مريم : 6 ] { يرثني ويرث من آل يعقوب } حُذفت هاته الجملة لدلالة المحكي هنا عليها . والتقدير : يرثني الإرثَ الذي لا يداني إرثَك عبادك ، أي بقاء ما تركوه في الدنيا لتصرُّف قدرتك ، أو يرثني مالي وعلمي وأنت ترث نفسي كلها بالمصير إليك مصيراً أبدياً فأرثك خير إرث لأنه أشمل وأبقى وأنت خير الوارثين في تحقق هذا الوصف .
وإصلاح زوجه : جعلها صالحة للحمل بعد أن كانت عاقراً .
المصدر : إعراب : وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين