القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 9 سورة الإنفطار - كلا بل تكذبون بالدين

سورة الإنفطار الآية رقم 9 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 9 من سورة الإنفطار - إعراب القرآن الكريم - سورة الإنفطار : عدد الآيات 19 - - الصفحة 587 - الجزء 30.

﴿ كـَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ ﴾
[ الإنفطار: 9]

﴿ إعراب: كلا بل تكذبون بالدين ﴾

(كَلَّا) حرف ردع وزجر و(بَلْ) حرف إضراب انتقالي (تُكَذِّبُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله و(بِالدِّينِ) متعلقان بالفعل، والجملة مستأنفة لا محل لها.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 9 - سورة الإنفطار

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)

{ كَلاَّ } ردع عما هو غرور بالله أو بالغرور مما تضمنه قوله : { ما غرك بربك } [ الانفطار : 6 ] من حصور ما يغرّ الإِنسان بالشرك ومن إغْراضه عن نعم الله تعالى بالكفر ، أو من كون حالة المشرك كحالة المغرور كما تقدم من الوجهين في الإِنكار المستفاد من قوله : { ما غرك بربك الكريم } .

والمعنى : إشراكك بخالقك باطل وهو غُرور ، أو كالغرور .

ويكون قوله بعده : { بل تكذبون بالدين } إضراباً انتقالياً من غرض التوبيخ والزجر على الكفر إلى ذكر جرم فظيع آخر ، وهو التكذيب بالبعث والجزاء ويشمله التوبيخ بالزجر بسبب أنه معطوف على توبيخ وجزر لأن { بل } لا تخرج عن معنى العطف أي العطف في الغرض لا في نسبة الحكم . ولذلك يتبع المعطوف بها المفرد في إعراب المعطوف عليه فيقول النحويون : إنها تُتْبَع في اللفظ لا في الحكم ، أي هو اتباعُ مناسبة في الغرض لا اتباعٌ في النسبة .

ويجوز أن يكون { كلاّ } إبطالاً لوجود ما يغرّ الإِنسان أن يشرك بالله ، أي لا عذر للإِنسان في الإِشراك بالله إذ لا يوجد ما يغرّه به .

ويكون قوله : { بل تكذبون } إضراباً إبطالياً ، وما بعد { بل } بياناً لِما جرَّأهم على الإِشراك وأنه ليس غروراً إذ لا شبهة لهم في الإِشراك حتى تكون الشبهة كالغرور ، ولكنهم أصروا على الإِشراك لأنهم حسبوا أنفسهم في مأمن من تبعته فاختاروا الاستمرار عليه لأنه هوى أنفسهم ، ولم يعبأوا بأنه باطل صُراح فهم يكذبون بالجزاء فذلك سبب تصميم جميعهم على الشرك مع تفاوت مداركهم التي لا يخفى على بعضِها بطلانُ كون الحجارة آلهة ، ألا ترى أنهم ما كانوا يرون العذاب إلا عذاب الدنيا .

وعلى هذا الوجه يكون فيه إشارة إلى أن إنكار البعث هو جُماع الإِجرام ، ونظير هذا الوجه وقع في قوله تعالى : { فمالهم لا يؤمنون وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون بل الذين كفروا يكذبون } في سورة الانشقاق ( 20 ، 22 ) .

وقرأ الجمهور : تكذبون } بتاء الخطاب . وقرأه أبو جعفر بياء الغيبة على الالتفات .

وفي صيغة المضارع من قوله : { تكذبون بالدين } إفادة أن تكذيبهم بالجزاء متجدد لا يقلعون عنه ، وهو سبب استمرار كفرهم .

وفي المضارع أيضاً استحضار حالة هذا التكذيب استحضاراً يقتضي التعجيب من تكذيبهم لأن معهم من الدلائل ما لحقه أن يقلع تكذيبهم بالجزاء .

والدين : الجزاء .

قراءة سورة الإنفطار

المصدر : إعراب : كلا بل تكذبون بالدين