فَأَوْحَى الله بواسطة جبريل عليه السلام إِلَى عَبْدِهِ محمد صلى الله عليه وسلم مَا أَوْحَى أي: الذي أوحاه إليه من الشرع العظيم، والنبأ المستقيم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحىأى: فأوحى جبريل- عليه السلام-، إلى عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى من قرآن كريم، ومن هدى حكيم.فالضمير في قوله: فَأَوْحىأى: جبريل، لأن الحديث في شأنه، وإيحاؤه إنما هو بأمر الله-تبارك وتعالى- ومشيئته، ويرى بعضهم أنه يعود إلى الله-تبارك وتعالى-.قال الآلوسى: قوله: فَأَوْحىأى: جبريل إِلى عَبْدِهِأى: عبد الله، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، والإضمار- ولم يجر له-تبارك وتعالى- ذكر، لكونه في غاية الظهور، ومثله كثير في الكلام، ومنه: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ....ما أَوْحىأى: الذي أوحاه، والضمير المستتر لجبريل- أيضا-.وقيل: الضمير المستتر لله-تبارك وتعالى-. أى: أوحى جبريل إلى عبد الله، ما أوحاه الله إلى جبريل.والأول مروى عن الحسن، وهو الأحسن.وقيل: ضمير أوحى الأول والثاني لله-تبارك وتعالى- والمراد بالعبد جبريل- عليه السلام- وهو كما ترى ....وأبهم- سبحانه - ما أوحاه، لتفخيم شأنه، وإعلاء قدره، حتى لكأنه لا تحيط به عبارة، ولا يحده الوصف، وشبيه بهذا التعبير قوله-تبارك وتعالى-: فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ، فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.. .وعبر- سبحانه - عن رسوله صلى الله عليه وسلم بعبده، وأضافه إليه، للتشريف والتكريم، ولبيان أنه عبد من عباده-تبارك وتعالى- الذين اصطفاهم لحمل رسالته، وتبليغ ما أوحاه إليه.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( فأوحى ) أي : أوحى الله ( إلى عبده ) محمد - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى ، قال ابن عباس في رواية عطاء ، والكلبي ، والحسن ، والربيع ، وابن زيد : معناه : أوحى جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى إليه ربه - عز وجل - .قال سعيد بن جبير : أوحى إليه : " ألم يجدك يتيما فآوى " ( الضحى - 6 ) إلى قوله تعالى : " ورفعنا لك ذكرك " ، ( الشرح - 4 ) وقيل: أوحى إليه : إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك .