القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

الآية 12 من سورة الحاقة - لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية

سورة الحاقة الآية رقم 12 : قراءة و استماع

قراءة و استماع الآية 12 من سورة الحاقة مكتوبة - عدد الآيات 52 - Al-haqqah - الصفحة 567 - الجزء 29.

سورة الحاقة الآية رقم 12

﴿ لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ ﴾
[ الحاقة: 12]


﴿ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ﴾


﴿ تفسير السعدي ﴾

فاحمدوا الله واشكروا الذي نجاكم حين أهلك الطاغين واعتبروا بآياته الدالة على توحيده ولهذا قال: لِنَجْعَلَهَا أي: الجارية والمراد جنسها، لَكُمْ تَذْكِرَةً تذكركم أول سفينة صنعت وما قصتها وكيف نجى الله عليها من آمن به واتبع رسوله وأهلك أهل الأرض كلهم فإن جنس الشيء مذكر بأصله.
وقوله: وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ أي: تعقلها أولو الألباب ويعرفون المقصود منها ووجه الآية بها.
وهذا بخلاف أهل الإعراض والغفلة وأهل البلادة وعدم الفطنة فإنهم ليس لهم انتفاع بآيات الله لعدم وعيهم عن الله، وفكرهم بآيات الله

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقد فعلنا ذلك لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةًأى: لنجعل لكم هذه النعمة وهي إنجاؤكم وإنجاء آبائكم من الغرق- عبرة وعظة وتذكيرا بنعم الله- تعالى- عليكم.
وهذه النعمة والمنة تَعِيَهاوتحفظها أُذُنٌ واعِيَةٌ.
أى: أذن من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه، وتعى ما يجب وعيه.
فقوله: واعِيَةٌمن الوعى بمعنى الحفظ للشيء في القلب.
يقال: وعى فلان الشيء يعيه إذا حفظه أكمل حفظ.
وقال- سبحانه- حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ مع أن الحمل كان للآباء الذين آمنوا بنوح- عليه السلام- لأن في نجاة الآباء، نجاة للأبناء، ولأنه لو هلك الآباء لما وجد الأبناء.
قال صاحب الكشاف قوله: حَمَلْناكُمْ أى: حملنا آباءكم، في الجارية، أى: في السفينة الجارية، لأنهم إذا كانوا من نسل المحمولين الناجين، كان حمل آبائهم منة عليهم، وكأنهم هم المحمولون، لأن نجاتهم سبب ولادتهم.
لِنَجْعَلَهاالضمير للفعلة: وهي نجاة المؤمنين وإغراق الكفرة تَذْكِرَةًعبرة وعظة.
وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌمن شأنها أن تعى وتحفظ ما يجب حفظه ووعيه، ولا تضيعه بترك العمل.
فإن قلت: لم قيل: أذن واعية على التوحيد والتنكير؟ قلت: للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله، فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالى بهم، وإن ملأوا الخافقين.
.
.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد ذكرت الناس بأهوال يوم القيامة بأبلغ أسلوب، وبينت ما حل بالمكذبين بطريقة تبعث الخوف والوجل في القلوب.
ثم أخذت السورة في تفصيل أهوال يوم القيامة، وفي بيان ما تكون عليه الأرض والسماء في هذا اليوم، وفي بيان ما أعده- سبحانه- لمن أوتى كتابه بيمينه في هذا اليوم، فقال- تعالى-:

﴿ تفسير البغوي ﴾

( لنجعلها ) أي لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا من إغراق قوم نوح ونجاة من حملنا معه ( لكم تذكرة ) عبرة وموعظة ( وتعيها ) قرأ القواس عن ابن كثير وسليم عن حمزة باختلاس العين ، وقرأ الآخرون بكسرها أي تحفظها ( أذن واعية ) أي : حافظة لما جاء من عند الله .
قال قتادة : [ أذن ] سمعت وعقلت ما سمعت .
قال الفراء : لتحفظها كل أذن فتكون عبرة وموعظة لمن يأتي بعد .

قراءة سورة الحاقة

المصدر : لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية