قراءة و استماع الآية 14 من سورة نوح مكتوبة - عدد الآيات 28 - Nuh - الصفحة 571 - الجزء 29.
﴿ وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا ﴾ [ نوح: 14]
﴿ وقد خلقكم أطوارا ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا أي: خلقا [من] بعد خلق، في بطن الأم، ثم في الرضاع، ثم في سن الطفولية، ثم التمييز، ثم الشباب، إلى آخر ما وصل إليه الخلق ، فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع، متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
والأطوار: جمع طور، وهو المرة والتارة من الأفعال والأزمان.أى: ما الذي حدث لكم- أيها القوم- حتى صرتم لا تعتقدون لله- تعالى- عظمة أو إجلالا، والحال أنه- سبحانه- هو الذي خلقكم وأوجدكم في أطوار متعددة، نطفة، فعلقة، فمضغة.كما قال- سبحانه- وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً، فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً، فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً، فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً، ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ، فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ .وكما قال- تعالى- اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، يَخْلُقُ ما يَشاءُ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ .قال القرطبي ما ملخصه: قوله- تعالى-: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً قيل:الرجاء هنا بمعنى الخوف.أى: ما لكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على أخذكم بالعقوبة.وقيل: المعنى: مالكم لا تعلمون لله عظمة.. أولا ترون لله عظمة.. أو لا تبالون أن لله عظمة.. والوقار: العظمة، والتوقير: التعظيم.. .وبعد هذا الترغيب والترهيب والتوبيخ.. أخذ في لفت أنظارهم إلى عجائب صنع الله في خلقه، فقال: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً، وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً.
﴿ تفسير البغوي ﴾
"وقد خلقكم أطواراً"، تارات، حالاً بعد حال، نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى تمام الخلق.