﴿ وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: ومن نعمه عليكم، أن سخر لكم الأنعام، الإبل والبقر، والغنم، فيها عبرة للمعتبرين، ومنافع للمنتفعين نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا من لبن، يخرج من بين فرث ودم، خالص سائغ للشاربين، وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ من أصوافها، وأوبارها، وأشعارها، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ أفضل المآكل من لحم وشحم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وبعد أن بين- سبحانه- جانبا من مظاهر نعمه في الماء والنبات أتبع ذلك ببيان جانب آخر من نعمه في الأنعام والحيوان. فقال: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً ...والأنعام: تطلق على الإبل والبقر والغنم. وقد تطلق على الإبل خاصة.والعبرة: اسم من الاعتبار، وهو الحالة التي تجعل الإنسان يعتبر ويتعظ بما يراه ويسمعه.أى: وإن لكم- أيها الناس- فيما خلق الله لكم من الأنعام لعبرة وعظة، تجعلكم تخلصون العبادة لله- تعالى- وتشكرونه على آلائه.وقوله- سبحانه-: نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها، وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ.... بيان لمواطن العبرة، وتعريف بأوجه النعمة.أى: نسقيكم مما في بطونها من ألبان خالصة، تخرج من بين فرث ودم، ولكم في هذه الأنعام منافع كثيرة، كأصوافها وأوبارها وأشعارها، ومنها تأكلون من لحومها، ومما يستخرج من ألبانها.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله عز وجل : ( وإن لكم في الأنعام لعبرة ) أي : آية تعتبرون بها ، ( نسقيكم ) قرأ نافع بالنون [ وفتحها ] وقرأ أبو جعفر هاهنا بالتاء وفتحها ، ( مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون )