أوحى الله إلى موسى: أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي أي: اخرج ببني إسرائيل أول الليل, ليتمادوا ويتمهلوا في ذهابهم. إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ أي: سيتبعكم فرعون وجنوده.ووقع كما أخبر, فإنهم لما أصبحوا, وإذا بنو إسرائيل قد سروا كلهم مع موسى.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه-: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي.. معطوف على كلام مقدر يفهم من سياق القصة.والتقدير: وبعد أن انتصر موسى على السحرة نصرا جعلهم يخرون ساجدين لله- تعالى- وبعد أن مكث موسى في مصر حينا من الدهر، يدعو فرعون وقومه إلى إخلاص العبادة لله- تعالى- فلم يستجيبوا له..بعد كل ذلك أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي أى: سر ببني إسرائيل ليلا إلى جهة البحر وعبر- سبحانه- عنهم بعبادي. تلطفا بهم بعد أن ظلوا تحت ظلم فرعون مدة طويلة.وقوله: إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ تعليل للأمر بالإسراء. أى: سر بهم ليلا إلى جهة البحر، لأن فرعون سيتبعكم بجنوده، وسأقضى قضائي فيه وفي جنده.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه ليحولوا بينكم وبين الخروج من مصر .وروي عن ابن جريج قال : أوحى الله تعالى إلى موسى : أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ، ثم اذبحوا أولاد الضأن ، فاضربوا بدمائها على أبوابكم ، فإني سآمر الملائكة فلا يدخلوا بيتا على بابه دم ، وسآمرها فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم ، ثم اخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتى تنتهي إلى البحر ، فيأتيك أمري ، ففعل ذلك ، فلما أصبحوا قال فرعون : هذا عمل موسى وقومه ، قتلوا أبكارنا من أنفسنا ، وأخذوا أموالنا . فأرسل في أثره ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسور مع كل ملك ألف ، وخرج فرعون في الكرسي العظيم .