﴿ وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: واذكر عبدنا ورسولنا زكريا، منوها بذكره، ناشرا لمناقبه وفضائله، التي من جملتها، هذه المنقبة العظيمة المتضمنة لنصحه للخلق، ورحمة الله إياه، وأنه نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا أي: قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا من هذه الآيات علمنا أن قوله رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا أنه لما تقارب أجله، خاف أن لا يقوم أحد بعده مقامه في الدعوة إلى الله، والنصح لعباد الله، وأن يكون في وقته فردا، ولا يخلف من يشفعه ويعينه، على ما قام به، وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أي: خير الباقين، وخير من خلفني بخير، وأنت أرحم بعبادك مني، ولكني أريد ما يطمئن به قلبي، وتسكن له نفسي، ويجري في موازيني ثوابه.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وزكريا هو ابن آزن بن بركيا، ويتصل نسبه بسليمان- عليه السلام-، وكان عيسى قريب العهد به، حيث كفل زكريا مريم أم عيسى.أى: واذكر- أيها المخاطب- حال زكريا- عليه السلام- وقت أن نادى ربه وتضرع إليه فقال: يا رب لا تتركني فردا أى: وحيدا بدون ذرية وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ أى:وأنت خير حي باق بعد كل الأموات.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله عز وجل ( وزكريا إذ نادى ربه ) دعا ربه ( رب لا تذرني فردا ) وحيدا لا ولد لي وارزقني وارثا ( وأنت خير الوارثين ) ثناء على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق وأنه أفضل من بقي حيا