القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 149 سورة الشعراء - وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين

سورة الشعراء الآية رقم 149 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين - عدد الآيات 227 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 149 من سورة الشعراء عدة تفاسير - سورة الشعراء : عدد الآيات 227 - - الصفحة 373 - الجزء 19.

سورة الشعراء الآية رقم 149


﴿ وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ ﴾
[ الشعراء: 149]

﴿ التفسير الميسر ﴾

أيترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم مستقرين في هذه الدنيا آمنين من العذاب والزوال والموت؟ في حدائق مثمرة وعيون جارية وزروع كثيرة ونخل ثمرها يانع لين نضيج، وتنحتون من الجبال بيوتًا ماهرين بنحتها، أَشِرين بَطِرين.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين» بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين.

﴿ تفسير السعدي ﴾

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ أي بلغت بكم الفراهة والحذق إلى أن اتخذتم بيوتا من الجبال الصم الصلاب

﴿ تفسير البغوي ﴾

( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) وقرئ : " فرهين " قيل : معناهما واحد .
وقيل : فارهين أي : حاذقين بنحتها ، من قولهم فره الرجل فراهة فهو فاره ، ومن قرأ " فرهين " قال ابن عباس : أشرين بطرين .
وقال عكرمة : ناعمين .
وقال مجاهد : شرهين .
قال قتادة : معجبين بصنيعكم ، قال السدي : متجبرين .
وقال أبو عبيدة : مرحين .
وقال الأخفش فرحين .
والعرب تعاقب بين الهاء والحاء مثل : مدحته ومدهته .
قال الضحاك : كيسين .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم ذكرهم بنعمة أخرى، وكرر عليهم الأمر بتقوى الله فقال: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.
وقوله: وَتَنْحِتُونَ معطوف على تُتْرَكُونَ فهو داخل في حيز الإنكار عليهم، لعدم شكرهم لله- تعالى- والنحت: البرى.
يقال: نحت فلان الحجر نحتا إذا براه وأعده للبناء.
وفارِهِينَ أى: ماهرين حاذقين في نحتها.
من فره- ككرم- فراهة.
إذا برع في فعل الشيء، وعرف غوامضه ودقائقه.
قال القرطبي: وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: فرهين بغير ألف في الفاء.
وهي بمعنى واحد.
.
وفرق بينهما قوم فقالوا: فارِهِينَ أى حاذقين في تحتها .
.
.
وفرهين- بغير ألف-.
أى: أشرين بطرين فرهين.
.
.
أى: وأنهاكم- أيضا- عن انهماككم في نحت الحجارة من الجبال بمهارة وبراعة، لكي تبنوا بها بيوتا وقصورا بقصد الأشر والبطر، لا يقصد الإصلاح والشكر لله- فمحل النهى إنما هو قصد الأشر والبطر في البناء وفي النحت.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

وقوله : ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) قال ابن عباس ، وغير واحد : يعني : حاذقين . وفي رواية عنه : شرهين أشرين . وهو اختيار مجاهد وجماعة . ولا منافاة بينهما ; فإنهم كانوا يتخذون تلك البيوت المنحوتة في الجبال أشرا وبطرا وعبثا ، من غير حاجة إلى سكناها ، وكانوا حاذقين متقنين لنحتها ونقشها ، كما هو المشاهد من حالهم لمن رأى منازلهم ;

﴿ تفسير القرطبي ﴾

وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين النحت النجر والبري ; نحته ينحته ( بالكسر ) نحتا إذا براه والنحاتة البراية .
والمنحت ما ينحت به .
وفي ( والصافات ) قال : أتعبدون ما تنحتون .
وكانوا ينحتونها من الجبال لما طالت أعمارهم وتهدم بناؤهم من المدر .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع : ( فرهين ) بغير ألف .
الباقون : " فارهين " بألف وهما بمعنى واحد في قول أبي عبيدة وغيره ; مثل : " عظاما نخرة " و ( ناخرة ) .
وحكاه قطرب .
وحكى : فره يفره فهو فاره وفره يفره فهو فره وفاره : إذا كان نشيطا .
وهو نصب على الحال .
وفرق بينهما قوم فقالوا : فارهين : حاذقين بنحتها ; قاله أبو عبيدة ; وروي عن ابن عباس وأبي صالح وغيرهما .
وقال عبد الله بن شداد : " فارهين " متجبرين .
وروي عن ابن عباس أيضا أن معنى : ( فرهين ) بغير ألف أشرين بطرين ; وقاله مجاهد .
وروي عنه " شرهين " .
الضحاك : كيسين .
قتادة : معجبين ; قاله الكلبي ; وعنه : ناعمين .
وعنه أيضا آمنين ; وهو قول الحسن .
وقيل : متخيرين ; قاله الكلبي والسدي .
ومنه قول الشاعر :إلى فره يماجد كل أمر قصدت له لأختبر الطباعاوقيل : متعجبين ; قاله خصيف .
وقال ابن زيد : أقوياء .
وقيل : " فرهين " : فرحين ; قاله الأخفش .
والعرب تعاقب بين الهاء والحاء ; تقول : مدهته ومدحته ; فالفره الأشر الفرح ثم الفرح بمعنى المرح مذموم ; قال الله تعالى : ولا تمش في الأرض مرحا وقال : إن الله لا يحب الفرحين .

﴿ تفسير الطبري ﴾

وقوله: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) يقول تعالى ذكره: وتتخذون من الجبال بيوتا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فارهين ) فقرأته عامة قرّاء أهل الكوفة: ( فارهين ) بمعنى: حاذقين بنحتها.
وقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة: " فَرِهِينَ" بغير ألف, بمعنى: أشرين بطرين.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك على نحو اختلاف القرّاء في قراءته, فقال بعضهم: معنى فارهين: حاذقين.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كريب, قال: ثنا عثام, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح وعبد الله بن شدّاد: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) قال أحدهما: حاذقين, وقال الآخر: يتجبرون.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا مروان, قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) قال: حاذقين بنحتها.
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فارهين ) يقول: حاذقين.
وقال آخرون: معنى فارهين: مستفرهين متجبرين.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى, قال: ثنا سفيان, عن السديّ, عن عبد الله بن شداد في قوله: " فَرِهِينَ" قال: يتجبرون.
قال أبو جعفر: والصواب: فارهين.
وقال آخرون ممن قرأه فارهين: معنى ذلك: كيسين.
* ذكر من قال ذلك:حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فارهين ) قال: كيسين.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا عبيد, عن الضحاك أنه قرأ ( فارهين ) قال: كيسين.
وقال آخرون: فرهين: أشرين.
* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) يقول: أشرين, ويقال: كيسين.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " بيوتا فرهين " قال: شرهين.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, بمثله.
وقال آخرون: معنى ذلك: أقوياء.
* ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: " وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ" قال: الفره: القويّ.
وقال آخرون في ذلك بما حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر عن قتادة, في قوله: " فَرِهِينَ" قال: معجبين بصنيعكم.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قراءة من قرأها( فارهين ) وقراءة من قرأ " فَرِهِينَ" قراءتان معروفتان, مستفيضة القراءة بكل واحدة منهما في علماء القرّاء, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
ومعنى قراءة من قرأ ( فارهين ) : حاذقين بنحتها, متخيرين لمواضع نحتها, كيسين, من الفراهة.
ومعنى قراءة من قرأ " فَرِهِينَ": مرحين أشرين.
وقد يجوز أن يكون معنى فاره وفره واحدا, فيكون فاره مبنيا على بنائه, وأصله من فعل يفعل, ويكون فره صفة, كما يقال: فلان حاذق بهذا الأمر وحذق.
ومن الفاره بمعنى المرح قول الشاعر عديّ بن وادع العوفي من الأزد:لا أسْتَكِينُ إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْوَلَنْ تَرَانِي بِخَيْرٍ فارِهَ الطَّلَبِ (1)------------------------الهوامش :(1) البيت لعدي بن وادع الشاعر الأزدي الأعمى، (كما سماه صاحب معجم الشعراء ص 252)، وكما في مجاز القرآن لأبي عبيدة (مصورة الجامعة ص 173) قال (وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين) أي مرحين.
قال عدي بن وادع العفوي من العفاة بن عمرو بن فهم من الأزد:لا أسْتَكِينُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْوَ لَنْ تَرَاني بِخَيْرٍ فَارِهَ اللَّبَبِأي مرح اللبب.
قال: ويجوز: "فرهين" في معنى "فارهين".
أو هو ابن وادع العوفي، كما في (اللسان: فره) قال: الفاره: الحاذق بالشيء والفروهة والفراهة والفراهية: النشاط.
وفره بالكسر: أشر وبطر، ورجل فره نشيط أشر.
وفي التنزيل: (وتنحتون من الجبال بيوتًا فرهين).
فمن قرأه كذلك، فهو من هذا: شرهين بطرين.
ومن قرأه: "فارهين"، فهو من فره بالضم.
قال ابن برى عند هذا الموضع: قال ابن وادع العوفي:لا أستكين إذا ما أزمة أزمتولن تراني بخير فاره الطلبقال الفراء: معنى فارهين: حاذقين.
ا ه.
وأما "اللبب" في رواية أبي عبيدة، فلعلها الرواية الصحيحة.
ومعناه: البال.
يقال: إنه لرخى اللبب.
وفي التهذيب: فلان في بال رخى، ولبب رخى: أي في سعة وخصب وأمن.

﴿ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ﴾

قراءة سورة الشعراء

المصدر : تفسير : وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين