ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه، لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى وتقدَّس.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ولم يكن له كفواً أحد» أي مكافئًا ومماثلاً، وله متعلق بكفوًا، وقُدِّم عليه لأنه مَحطُّ القصد بالنفي وأَخَّر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
﴿ تفسير البغوي ﴾
(ولم يكن له كفوا أحد ) قرأ حمزة وإسماعيل : " كفؤا " ساكنة الفاء مهموزا ، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همز ، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزا ، وكلها لغات صحيحة ، [ ومعناه ] المثل ، أي : هو أحد .وقيل : هو التقديم والتأخير ، مجازه : ولم يكن له أحد كفوا أي مثلا .قال مقاتل : قال مشركو العرب : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل .أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، أخبرنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته . وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد " .أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد " ويرددها ، فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الأصفهاني ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة عن قتادة : سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة " ؟ قلت : يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال : اقرأوا قل هو الله أحد " .وأخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن جبير مولى زيد بن الخطاب أنه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع رسول الله فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فقال رسول الله : " وجبت " فسألته : ماذا يا رسول الله ؟ فقال : " الجنة " . فقال أبو هريرة : فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآثرت الغداء ، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب .أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " : قال : " حبك إياها أدخلك الجنة " .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- عز وجل-: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ تنزيه له- تعالى- عن الشبيه والنظير والمماثل.والكفؤ: هو المكافئ والمماثل والمشابه لغيره في العمل أو في القدرة.أى: ولم يكن أحد من خلقه مكافئا ولا مشاكلا ولا مناظرا له- تعالى- في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، فهو كما قال- تعالى-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.وبذلك نرى أن هذه السورة الكريمة قد تضمنت نفى الشرك بجميع ألوانه.فقد نفى- سبحانه- عن ذاته التعدد بقوله: اللَّهُ أَحَدٌ ونفى عن ذاته النقص والاحتياج بقوله: اللَّهُ الصَّمَدُ، ونفى عن ذاته أن يكون والدا أو مولودا بقوله: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.كما نراها قد تضمنت الرد على المشركين وأهل الكتاب، وغيرهم من أصحاب الفرق الضالة، الذين يقولون، بالتثليث، وبأن هناك آلهة أخرى تشارك الله- تعالى- في ملكه.وبغير ذلك من الأقاويل الفاسدة والعقائد الزائفة ... - سبحانه وتعالى- عما يقولون علوا كبيرا.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ال مجاهد : ( ولم يكن له كفوا أحد ) يعني : لا صاحبة له .وهذا كما قال تعالى : ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) [ الأنعام : 101 ] أي : هو مالك كل شيء وخالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ، تعالى وتقدس وتنزه . قال الله تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم : 88 - 95 ] وقال تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) [ الأنبياء : 26 ، 27 ] وقال تعالى : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون ) [ الصافات : 158 ، 159 ] وفي الصحيح - صحيح البخاري - : " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم " .وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " .ورواه أيضا من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، مرفوعا بمثله . تفرد بهما من هذين الوجهين .آخر تفسير سورة " الإخلاص "
﴿ تفسير القرطبي ﴾
ولم يكن له كفوا أحد أي لم يكن له مثلا أحد . وفيه تقديم وتأخير ؛ تقديره : ولم يكن له كفوا أحد ؛ فقدم خبر كان على اسمها ، لينساق أواخر الآي على نظم واحد . وقرئ كفوا بضم الفاء وسكونها ، وقد تقدم في ( البقرة ) أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ، فإنه يجوز في عينه الضم والإسكان ؛ إلا قوله تعالى : وجعلوا له من عباده جزءا لعلة تقدمت . وقرأ حفص كفوا مضموم الفاء غير مهموز . وكلها لغات فصيحة .القول في الأحاديث الواردة في فضل هذه السورة ؛ وفيه ثلاث مسائل :الأولى : ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري : أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها ؛ فلما أصبح جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، وكان الرجل يتقالها ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن . وعنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فشق ذلك عليهم ، وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : الله الواحد الصمد ثلث القرآن خرجه مسلم من حديث أبي الدرداء بمعناه . وخرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " فحشد من حشد ؛ ثم خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل فقال بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء ، فذاك الذي أدخله . ثم خرج فقال : " إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا إنها تعدل ثلث القرآن " قال بعض العلماء : إنها عدلت ثلث القرآن لأجل هذا الاسم ، الذي هو الصمد ، فإنه لا يوجد في غيرها من السور . وكذلك أحد . وقيل : إن القرآن أنزل أثلاثا ، ثلثا منه أحكام ، وثلثا منه وعد ووعيد ، وثلثا منه أسماء وصفات ، وقد جمعت قل هو الله أحد أحد الأثلاث ، وهو الأسماء والصفات . ودل على هذا التأويل ما في صحيح مسلم ، من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله جل وعز جزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن " . وهذا نص ؛ وبهذا المعنى سميت سورة الإخلاص ، والله أعلم .الثانية : روى مسلم عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب قل هو الله أحد ؛ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك " ؟ فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أخبروه أن الله - عز وجل - يحبه " . وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، وكان كلما افتتح سورة يقرؤها لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح ب قل هو الله أحد ؛ حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ بسورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة ، فكلمه أصحابه ، فقالوا : إنك تقرأ بهذه السورة ، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى ؟ قال : ما أنا بتاركها وإن أحببتم أن أؤمكم بها فعلت ، وإن كرهتم تركتكم ؛ وكانوا يرونه أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر ، فقال : " يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك ؟ وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة " ؟ فقال : يا رسول الله ، إني أحبها ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن حبها أدخلك الجنة " . قال : حديث حسن غريب صحيح .قال ابن العربي : ( فكان هذا دليلا على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة . وقد رأيت على باب الأسباط فيما يقرب منه ، إماما من جملة الثمانية والعشرين إماما ، كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك ؛ فيقرأ في كل ركعة الحمد لله و قل هو الله أحد حتى يتم التراويح ؛ تخفيفا عليه ، ورغبة في فضلها وليس من السنة ختم القرآن في رمضان ) .قلت : هذا نص قول مالك ، قال مالك : وليس ختم القرآن في المساجد بسنة .الثالثة : روى الترمذي عن أنس بن مالك قال : أقبلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وجبت " . قلت : وما وجبت ؟ قال : " الجنة " . قال : هذا حديث حسن صحيح . قال الترمذي : حدثنا محمد بن مرزوق البصري قال حدثنا حاتم بن ميمون أبو سهل عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من قرأ كل يوم مائتي مرة قل هو الله أحد ، محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين .وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول الرب : يا عبدي ، ادخل على يمينك الجنة " . قال : هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس . وفي مسند أبي محمد الدارمي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ قل هو الله أحد خمسين مرة ، غفرت له ذنوب خمسين سنة " قال : وحدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة قال : أخبرني أبو عقيل : أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قرأ قل هو الله أحد عشرة مرات بني له قصر في الجنة . ومن قرأها عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة . ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثة قصور في الجنة " . فقال عمر بن الخطاب : والله يا رسول الله إذا لنكثرن قصورنا ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله أوسع من ذلك " قال أبو محمد : أبو عقيل زهرة بن معبد ، وزعموا أنه كان من الأبدال . وذكر أبو نعيم الحافظ من حديث أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه ، قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه ، لم يفتن في قبره . وأمن من ضغطة القبر . وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها ، حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة " . قال : هذا حديث غريب من حديث يزيد ، تفرد به نصر بن حماد البجلي . وذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ عن عيسى بن أبي فاطمة الرازي قال : سمعت مالك بن أنس يقول : إذا نقس بالناقوس اشتد غضب الرحمن ، فتنزل الملائكة ، فيأخذون بأقطار الأرض ، فلا يزالون يقرءون قل هو الله أحد حتى يسكن غضبه جل وعز . وخرج من حديث محمد بن خالد الجندي عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من دخل يوم الجمعة المسجد ، فصلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد خمسين مرة فذلك مائتا مرة في أربع ركعات ، لم يمت حتى يرى منزله في الجنة أو يرى له " .وقال أبو عمر مولى جرير بن عبد الله البجلي ، عن جرير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله ، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل وعن الجيران " .وعن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه ، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله ، ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى جميع جيرانه ، ومن قرأها اثنتي عشرة بنى الله له اثني عشر قصرا في الجنة ، وتقول الحفظة انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا ، فإن قرأها مائة مرة كفر الله عنه ذنوب خمسين سنة ، ما خلا الدماء والأموال ، فإن قرأها أربعمائة مرة كفر الله عنه ذنوب مائة سنة ، فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه في الجنة أو يرى له " . وعن سهل بن سعد الساعدي قال : شكا رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفقر وضيق المعيشة ؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا دخلت البيت فسلم إن كان فيه أحد ، وإن لم يكن فيه أحد فسلم علي ، واقرأ قل هو الله أحد مرة واحدة " ففعل الرجل فأدر الله عليه الرزق ، حتى أفاض على جيرانه . وقال أنس : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك ، فطلعت الشمس بيضاء لها شعاع ونور ، لم أرها فيما مضى طلعت قط كذلك ، فأتى جبريل ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا جبريل ، ما لي أرى الشمس طلعت بيضاء بشعاع لم أرها طلعت كذلك فيما مضى قط " ؟ فقال : " ذلك لأن معاوية الليثي توفي بالمدينة اليوم ، فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه " . قال " ومم ذلك " ؟ قال : " كان يكثر قراءة قل هو الله أحد آناء الليل وآناء النهار ، وفي ممشاه وقيامه وقعوده ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض . فتصلي عليه " ؟ قال : " نعم " فصلى عليه ثم رجع . ذكره الثعلبي ، والله أعلم .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: ولم يكن له شبيه ولا مِثْل.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية قوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) : لم يكن له شبيه, ولا عِدْل, وليس كمثله شيء .حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, عن عمرو بن غيلان الثقفي, وكان أميرَ البصرة (5) عن كعب, قال: إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع, والأرضين السبع, على هذه السورة ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه .حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال: ليس كمثله شيء, فسبحان الله الواحد القهار .حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, عن ابن جريج ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا ) : مثل.وقال آخرون: معنى ذلك, أنه لم يكن له صاحبة.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن عبد الملك بن أبجر, عن طلحة, عن مجاهد, قوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال: صاحبة .حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن ابن أيجر, عن طلحة, عن مجاهد, مثله.حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن إدريس, عن عبد الملك, عن طلحة, عن مجاهد, مثله.حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبجر, عن رجل عن مجاهد ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال: صاحبة .حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن عبد الملك بن أبجر, عن طلحة بن مصرف, عن مجاهد ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قال: صاحبة .حدثنا أبو السائب, قال: ثنا ابن إدريس, عن عبد الملك, عن طلحة, عن مجاهد مثله.والكُفُؤُ والكُفَى والكِفَاء في كلام العرب واحد, وهو المِثْل والشِّبْه; ومنه قول نابغة بني ذُبيان:لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْن لا كِفَاء لَهُوَلَوْ تَأَثَّفَكَ الأعْدَاءُ بالرِّفَدِ (6)يعني: لا كِفَاء له: لا مثل له.واختلف القرّاء في قراءة قوله: (كُفُوا) . فقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة: (كُفُوا) بضم الكاف والفاء. وقرأه بعض قرّاء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها " كُفْئًا ".والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان, ولغتان مشهورتان, فبأيَّتِهِما قرأ القارئ فمصيب.آخر تفسير سورة الإخلاص