القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 4 سورة الإخلاص - ولم يكن له كفوا أحد

سورة الإخلاص الآية رقم 4 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 4 من سورة الإخلاص - إعراب القرآن الكريم - سورة الإخلاص : عدد الآيات 4 - - الصفحة 604 - الجزء 30.

﴿ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ﴾
[ الإخلاص: 4]

﴿ إعراب: ولم يكن له كفوا أحد ﴾

(وَلَمْ يَكُنْ) الواو حرف عطف ومضارع ناقص مجزوم بلم (لَهُ) متعلقان بكفوا (كُفُواً) خبر يكن مقدم (أَحَدٌ) اسمه المؤخر. والجملة معطوفة على ما قبلها.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 4 - سورة الإخلاص

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

في معنى التذييل للجمل التي قبلها لأنها أعم من مضمونها لأن تلك الصفات المتقدمة صريحَها وكنايتها وضمنيَّها لا يشبهه فيها غيره ، مع إفادة هذه انتفاء شبيه له فيما عداها مثل صفات الأفعال كما قال تعالى : { إن الذين تدعون من دون اللَّه لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له } [ الحج : 73 ] .

والواو في قوله : { ولم يكن له كفؤاً } اعتراضية ، وهي واو الحال ، كالواو في قوله تعالى : { وهل يجازى إلا الكفور } [ سبأ : 17 ] فإنها تذييل لجملة { ذلك جَزَيْنَاهم بما كفروا } [ سبأ : 17 ] ، ويجوز كون الواو عاطفة إن جعلت الواو الأولى عاطفة فيكون المقصود من الجملة إثبات وصف مخالفته تعالى للحوادث وتكون استفادة معنى التذييل تبعاً للمعنى ، والنكت لا تتزاحم .

والكُفُؤ : بضم الكاف وضم الفاء وهمزة في آخره . وبه قرأ نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ، إلا أن الثلاثة الأولين حَققوا الهمزة وأبو جعفر سهَّلها ويقال : «كُفْء» بضم الكاف وسكون الفاء وبالهمز ، وبه قرأ حمزة ويعقوب ، ويقال : { كفواً } بالواو عوض الهمز ، وبه قرأ حفص عن عاصم وهي لغات ثلاث فصيحة .

ومعناه : المساوي والمماثل في الصفات .

و { أحد } هنا بمعنى إنسان أو موجود ، وهو من الأسماء النكرات الملازمة للوقوع في حيّز النفي .

وحصل بهذا جناس تام مع قوله : { قل هو الله أحد } .

وتقديم خبر ( كان ) على اسمها للرعاية على الفاصلة وللاهتمام بذكر الكُفؤ عقب الفعل المنفي ليكون أسبق إلى السمع .

وتقديم المجرور بقوله : { له } على متعلَّقه وهو { كفؤاً } للاهتمام باستحقاق الله نفي كفاءة أحد له ، فكان هذا الاهتمام مرجحاً تقديم المجرور على متعلَّقه وإن كان الأصل تأخير المتعلَّق إذا كان ظرفاً لغواً . وتأخيره عند سيبويه أحسن ما لم يقتض التقديمَ مقتضضٍ كما أشار إليه في «الكشاف» .

وقد وردت في فضل هذه السورة أخبار صحيحة وحسنة استوفاها المفسرون . وثبت في الحديث الصحيح في «الموطأ» و«الصحيحين» من طرق عدة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " { قل هو اللَّه أحد } تعدل ثلث القرآن " .

واختلفت التأويلات التي تأول بها أصحاب معاني الآثار لهذا الحديث ويجمعها أربعة تأويلات :

الأول : أنها تعدل ثلث القرآن في ثواب القراءة ، أي تعدل ثلث القرآن إذا قُرىء بدونها حتى لو كررها القارىء ثلاث مرات كان له ثواب من قرأ القرآن كله .

الثاني : أنها تعدل ثلث القرآن إذا قرأها من لا يحسن غيرها من سورة القرآن .

الثالث : أنها تعدل ثلث معاني القرآن باعتبار أجناس المعاني لأنّ معاني القرآن أحكام وأخبار وتوحيد ، وقد انفردت هذه السورة بجمعها أصول العقيدة الإِسلامية ما لم يجمعه غيرها .

وأقول : إن ذلك كان قبل نزول آيات مثلها مثل آية الكرسي ، أو لأنه لا توجد سورة واحدة جامعة لما في سورة الإخلاص .

التأويل الرابع : أنها تعدل ثلث القرآن في الثواب مثل التأويل الأول ولكن لا يكون تكريرها ثلاث مرات بمنزلة قراءة ختمة كاملة .

قال ابن رشد في «البيان والتحصيل» : أجمع العلماء على أن من قرأ : { قل هو اللَّه أحد } ثلاثَ مرات لا يساوي في الأجر من أحَيَا بالقرآن كله اه . فيكون هذا التأويل قيداً للتأويل الأول ، ولكن في حكايته الإِجماع على أن ذلك هو المراد نظر ، فإن في بعض الأحاديث ما هو صريح في أن تكريرها ثلاث مرات يعدل قراءة ختمة كاملة .

قال ابن رشد : واختلافهم في تأويل الحديث لا يرتفع بشيء منه عن الحديث الإِشكال ولا يتخلص عن أن يكون فيه اعتراض .

وقال أبو عمر بن عبد البر السكوت على هذه المسألة أفضل من الكلام فيها .

قراءة سورة الإخلاص

المصدر : إعراب : ولم يكن له كفوا أحد