إعراب الآية 108 من سورة النحل - إعراب القرآن الكريم - سورة النحل : عدد الآيات 128 - - الصفحة 279 - الجزء 14.
(أُولئِكَ) أولاء اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (الَّذِينَ) موصولية خبر (طَبَعَ اللَّهُ) ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة (عَلى قُلُوبِهِمْ) متعلقان بطبع (وَسَمْعِهِمْ) وأبصارهم معطوف على ما سبق (وَأُولئِكَ) الواو عاطفة وأولاء مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب والجملة معطوفة (هُمُ) مبتدأ (الْغافِلُونَ) خبر والجملة خبر أولئك
جملة مبيّنة لجملة { وأن الله لا يهدي القوم الكافرين } [ سورة النحل : 107 ] بأن حرمانهم الهداية بحرمانهم الانتفاع بوسائلها : من النظر الصادق في دلائل الوحدانية ، ومن الوعي لدعوة الرسول والقرآن المنزّل عليه ، ومن ثبات القلب على حفظ ما داخله من الإيمان ، حيث انسلخوا منه بعد أن تلبّسوا به .
وافتتاح الجملة باسم الإشارة لتمييزهم أكمل تمييز تبييناً لمعنى الصّلة المتقدمة ، وهي اتصافهم بالارتداد إلى الكفر بعد الإيمان بالقول والاعتقاد .
وأخبر عن اسم الإشارة بالموصول لما فيه من الإيماء إلى وجه بناء الحكم المبين بهذه الجملة . وهو مضمون جملة { فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم } [ النحل : 106 ].
والطّبع : مستعار لمنع وصول الإيمان وأدِلّته ، على طريقة تشبيه المعقول بالمحسوس . وقد تقدّم مفصّلاً عند قوله تعالى : { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة } في سورة البقرة ( 7 )
وجملة { وأولئك هم الغافلون } تكملة للبيان ، أي الغافلون الأكملون في الغفلة ، لأن الغافل البالغ الغاية ينافي حالة الاهتداء .
والقصر قصر موصوف على صفة ، وهو حقيقي ادعائي يقصد به المبالغة ، لعدم الاعتداد بالغافلين غيرهم ، لأنهم بلغوا الغاية في الغفلة حتى عُدّ كل غافللٍ غيرهم كمن ليس بغافل . ومن هنا جاء معنى الكَمال في الغفلة لا من لام التّعريف .
المصدر : إعراب : أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون