
إعراب الآية 12 من سورة الروم - إعراب القرآن الكريم - سورة الروم : عدد الآيات 60 - - الصفحة 405 - الجزء 21.
(وَ) الواو حرف استئناف (يَوْمَ) ظرف زمان (تَقُومُ السَّاعَةُ) مضارع وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة و(يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) مضارع وفاعله والجملة مستأنفة.
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ( 12 ) عطف على جملة { ثم إليه ترجعون } [ الروم : 11 ] تبييناً لحال المشركين في وقت ذلك الإرجاع كأنه قيل : ثم إليه ترجعون ويومئذ يُبلس المجرمون .
وله مزيد اتصال بجملة { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السُّوأى } [ الروم : 10 ] ، وكان مقتضى الظاهر أن يقال ويومئذ يُبلس المجرمون أو يومئذ تُبلسون ، أي ويوم ترجعون إليه يبلس المجرمون ، فعدل عن تقدير الجملة المضاف إليها { يوم التي يدل عليها إليه ترجعون } [ الروم : 11 ] بذكر جملة أخرى هي في معناها لتزيد الإرجاع بياناً أنه إرجاع الناس إليه يوم تقوم الساعة ، فهو إطناب لأجل البيان وزيادة التهويل لما يقتضيه إسناد القيام إلى الساعة من المباغتة والرعب .
ويدل لهذا القصد تكرير هذا الظرف في الآية بعدها بهذا الإطناب .
وشاع إطلاق { الساعة على وقت الحشر والحساب .
وأصل الساعة : المقدار من الزمن ، ويتعين تحديده بالإضافة أو التعريف .
والإبلاس : سكون بحَيْرة .
يقال : أبلس ، إذا لم يجد مخرجاً من شدة هو فيها .
وتقدم عند قوله تعالى { إذا هم فيه مبلسون } في سورة المؤمنين ( 77 ) .
والمجرمون : المشركون ، وهم الذين أجريت عليهم ضمائر الغيبة وضمائر الخطاب بقرينة قوله ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء } .
والإظهار في مقام الإضمار لإجراء وصف الإجرام عليهم وكان مقتضى الظاهر أنه يقال : تبلسون ، بالخطاب أو بياء الغيبة .
ووصفوا بالإجرام لتحقير دين الشرك وأنه مشتمل على إجرام كبير .
وقد ذكر أحد أسباب الإبلاس وأعظمها حينئذ وهو أنهم لم يجدوا شفعاء من آلهتهم التي أشركوا بها وكانوا يحسبونها شفعاء عند الله ، فلما نظروا وقلبوا النظر فلم يجدوا شفعاء خابوا وخسئوا وأبلسوا ، ولهم أسباب خيبة أخرى لم يتعلق الغرض بذكرها .
وأما ما ينالهم من العذاب فذلك حالة يأس لا حالة إبلاس .
و { مِن تبعيضية ، وليس الكلام من قبيل التجريد .
ونفيُ فعل يكن } ب { لم } التي تخلص المضارع للمضي للإشارة إلى تحقيق حصول هذا النفي مثل قوله { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] .