إعراب الآية 17 من سورة المعارج - إعراب القرآن الكريم - سورة المعارج : عدد الآيات 44 - - الصفحة 569 - الجزء 29.
(تَدْعُوا) مضارع فاعله مستتر (مَنْ) مفعول به والجملة حال (أَدْبَرَ) ماض فاعله مستتر والجملة صلة (وَتَوَلَّى) معطوف على أدبر وما بعده معطوف عليه.
تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وجملة { تدعو } إما خبر ثان حسب قراءة { نزّاعة } بالرفع وإمّا حال على القراءتين . والدعاء في قوله : { تدعو } يجوز أن يكون غير حقيقة بأن يعتبر استعارة مكنية ، شبهت لظّى في انهيال الناس إليها بضائف لمأدُبة ، ورُمز إلى ذلك ب { تدعو } وذلك على طريقة التهكم .
ويكون { من أدبر وتولى وجمع فأوعى } قرينةً ، أو تجريداً ، أي من أدبر وتولى عن الإِيمان بالله . وفيه الطباق لأن الإِدبار والتولي يضادَّاننِ الدعوة في الجملة إذ الشأن أن المدعو يقبل ولا يدبر ، ويكون ( يدعوا ) مشتقاً من الدُعوة المضمومة الدال ، أو أن يشبه إحضار الكفار عندها بدعوتها إياهم للحضور على طريقة التبعية ، لأن التشبيه بدعوة المنادي ، كقول ذي الرمة يصف الثور الوحشي :
أمسى بوَهْبَيْننِ مُخْتَاراً لِمَرْتَعه ... من ذي الفوارس تدعُو أنفَه الرِّبَبُ
الرِّبَب بكسر الراء وبموحدتين : جمع رِبَّة بكسر الراء وتشديد الموحدة : نبات ينبت في الصيف أخضرُ .
ويجوز أن يكون { تدعو } مستعملاً حقيقة ، و«الذين يَدْعون» : هم الملائكة الموكلون بجهنم ، وإسنادُ الدعاء إلى جهنم إسناداً مجازياً لأنها مكان الداعين أو لأنها سبب الدعاء ، أو جهنم تدعو حقيقة بأن يخلُق الله فيها أصواتاً تنادي الذين تولوا أن يَرِدوا عليها فتلتهمهم .
المصدر : إعراب : تدعو من أدبر وتولى