القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 179 سورة البقرة - ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون

سورة البقرة الآية رقم 179 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 179 من سورة البقرة - إعراب القرآن الكريم - سورة البقرة : عدد الآيات 286 - - الصفحة 27 - الجزء 2.

﴿ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾
[ البقرة: 179]

﴿ إعراب: ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون ﴾

(وَإِذا) الواو اعتراضية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن.

(سَأَلَكَ) فعل ماض والكاف مفعول به.

(عِبادِي) فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل جر بالإضافة.

(عَنِّي) متعلقان بسألك والجملة في محل جر بالإضافة.

(فَإِنِّي) الفاء رابطة لجواب الشرط. إني إن واسمها.

(قَرِيبٌ) خبرها والجملة الاسمية جواب شرط جازم لا محل لها وقيل مقول لقول محذوف تقديره، فقل لهم: إني قريب.

(أُجِيبُ) فعل مضارع والفاعل أنا.

(دَعْوَةَ) مفعول به.

(الدَّاعِ) مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة.

(إِذا) ظرف زمان متعلق بأجيب.

(دَعانِ) فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة والفاعل هو والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به وجملة: (دعان) في محل جر بالإضافة، وجملة: (أجيب) في محل رفع خبر ثان وقيل صفة.

(فَلْيَسْتَجِيبُوا) الفاء هي الفصيحة أي: إذا كان ذلك صائرا فليستجيبوا واللام لام الأمر يستجيبوا فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

(لِي) متعلقان بالفعل قبلهما.

(وَلْيُؤْمِنُوا بِي) مثل وليستجيبوا لي.

(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) مثل (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) بالآية التي تقدمتها.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 179 - سورة البقرة

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

تذييل لهاته الأحكام الكبرى طمأن به نفوس الفريقين أولياءَ الدم والقاتلين في قبول أحكام القصاص فبين أن في القصاص حياة ، والتنكير في { حياة } للتعظيم بقرينة المقام ، أي في القصاص حياة لكم أي لنفوسكم؛ فإن فيه ارتداع الناس عن قتل النفوس ، فلو أهمل حكم القصاص لما ارتدع الناس؛ لأن أشدَّ ما تتوقاه نفوس البشر من الحوادث هو الموت ، فلو علم القاتل أنه يَسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفاً بالعقوبات كما قال سعد بن ناشب لما أصاب دَماً وهرب فعاقبه أمير البصرة بهدم داره بها :

سَأَغْسِلُ عني العار بالسيف جالبا ... عليَّ قضاءُ الله ما كان جالبا

وأَذْهَل عَن داري وأَجْعَلُ هَدْمَها ... لِعِرْضِيَ من باقي المذمَّة حاجبا

ويَصْغُر في عينِي تلادي إذا انْثَنَتْ ... يَميني بإدراككِ الذي كنتُ طالبا

ولو ترك الأمر للأخذ بالثأر كما كان عليه في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر كما تقدم ، فكان في مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين ، وليس الترغيب في أخذ مال الصلح والعفو بناقض لحكمة القصاص؛ لأن الازدجار يحصل بتخيير الولي في قبول الدية فلا يطمئن مضمر القتل إلى عفو الولي إلاّ نادراً وكفى بهذا في الازدجار .

وفي قوله تعالى : { يا أولي الألباب } تنبيه بحرف النداء على التأمل في حكمة القصاص ولذلك جيء في التعريف بطريق الإضافة الدالة على أنهم من أهل العقول الكاملة؛ لأن حكمة القصاص لا يدركها إلاّ أهل النظر الصحيح؛ إذ هو في بادىء الرأي كأنه عقوبة بمثل الجناية؛ لأن في القصاص رزية ثانية لكنه عند التأمل هو حياة لا رزية للوجهين المتقدمَيْن .

وقال : { لعلكم تتقون } إكمالاً للعلة أي تقريباً لأن تتقوا فلا تتجاوزوا في أخذ الثأر حدَّ العدل والإنصاف . ولعل للرجاء وهي هنا تمثيل أو استعارة تبعية كما تقدم عند قوله تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم إلى قوله لعلكم تتقون } [ البقرة : 21 ] في أول السورة .

وقوله : { في القصاص حياة } من جوامع الكلم فاق ما كان سائراً مسرى المثل عند العرب وهو قولهم ( القتل أَنْفَى لِلْقَتْل ) وقد بينه السكاكي في «مفتاح العلوم» و«ذيله» من جاء بعده من علماء المعاني ، ونزيد عليهم : أن لفظ القصاص قد دل على إبطال التكايل بالدماء وعلى إبطال قتل واحد من قبيلة القاتل إذا لم يظفروا بالقاتل وهذا لا تفيده كلمتهم الجامعة .

قراءة سورة البقرة

المصدر : إعراب : ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون