إعراب الآية 18 من سورة الحج - إعراب القرآن الكريم - سورة الحج : عدد الآيات 78 - - الصفحة 334 - الجزء 17.
(أَلَمْ) الهمزة للاستفهام ولم حرف نفي وجزم وقلب (تَرَ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة فاعله مستتر تقديره أنت والجملة مستأنفة (أَنَّ اللَّهَ) لفظ الجلالة اسم أن وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي تر (يَسْجُدُ) مضارع مرفوع (لَهُ) متعلقان بيسجد (مَنْ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل ليسجد (فِي السَّماواتِ) متعلقان بصلة محذوفة (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) معطوف على ما سبق (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ) عطف على من الأولى (مِنَ النَّاسِ) متعلقان بكثير (وَكَثِيرٌ) الواو استئنافية وكثير مبتدأ (حَقَّ) ماض (عَلَيْهِ) متعلقان بحق (الْعَذابُ) فاعل والجملة خبر كثير وجملة المبتدأ وخبره استئنافية (وَمَنْ) الواو استئنافية من اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم (يُهِنِ) مضارع مجزوم بمن وهو فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللَّهَ) لفظ الجلالة فاعل (فَما) الفاء رابطة للجواب وما نافية (لَهُ) متعلقان بخبر مقدم (مَنْ) حرف جر زائد (مُكْرِمٍ) اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر والجملة في محل جزم جواب الشرط لاقترانها بالفاء (أَنَّ اللَّهَ) لفظ الجلالة اسم إن المنصوب والجملة مستأنفة (يَفْعَلُ) مضارع مرفوع فاعله مستتر تقديره هو (ما) موصولية في محل نصب مفعول به والجملة خبر إن (يَشاءُ) مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة صلة.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)
جملة مستأنفة لابتداء استدلال على انفراد الله تعالى بالإلهية . وهي مرتبطة بمعنى قوله { يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه إلى قوله : لبئس المولى ولبئس العشير } [ الحج : 12 ، 13 ] ارتباط الدليل بالمطلوب فإنّ دلائل أحوال المخلوقات كلها عاقِلها وجمادها شاهدة بتفرد الله بالإلهية . وفي تلك الدلالة شهادة على بطلان دعوة من يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه .
وما وقع بين هاتين الجملتين استطرادٌ واعتراضٌ .
والرؤية : علمية . والخطاب لغير معين .
والاستفهام إنكاريّ . أنكر على المخاطبين عدم علمهم بدلالة أحوال المخلوقات على تفرد الله بالإلهية . ويجوز أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والاستفهام تقريرياً ، لأنّ حصول علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك متقرّر من سورة الرعد وسورة النحل . وقد تقدم الكلام على معنى هذا السجود في السورتين المذكورتين .
وقد استعمل السجود في حقيقته ومجازه ، وهو حسن وإن أباه الزمخشري ، وقد حققناه في المقدمة التاسعة ، لأن السجود المثبت لكثير من الناس هو السجود الحقيقي ، ولولا إرادة ذلك لما احترس بإثباته لكثير من الناس لا لجميعهم .
ووجه هذا التفكيك أن سجود الموجودات غير الإنسانية ليس إلا دلالة تلك الموجودات على أنها مسخرة بخلق الله ، فاستعير السجود لحالة التسخير والانطياع . وأما دلالة حال الإنسان على عبوديته لله تعالى فلما خالطها إعراض كثير من الناس عن السجود لله تعالى ، وتلبّسهم بالسجود للأصنام كما هو حال المشركين غطّى سجودهم الحقيقي على السجود المجازي الدال على عبوديتهم لله لأن المشاهدة أقوى من دلالة الحال فلم يثبت لهم السجود الذي أثبت لبقيّة الموجودات وإن كان حاصلاً في حالهم كحال المخلوقات الأخرى .
وجملة { وكثير حق عليه العذاب } معترضة بالواو .
وجملة { حق عليه العذاب } مكنّى بها عن ترك السجود لله ، أي حق عليهم العذاب لأنهم لم يسجدوا لله ، وقد قضى الله في حكمه استحقاق المشرك لعذاب النار . فالذين أشركوا بالله وأعرضوا عن إفراده بالعبادة قد حق عليهم العذاب بما قضى الله به وأنذرهم به .
وجملة { ومن يهن الله فما له من مكرم } اعتراض ثان بالواو .
والمعنى : أن الله أهانهم باستحقاق العذاب فلا يجدون من يكرمهم بالنصر أو بالشفاعة .
وجملة { إن الله يفعل ما يشاء } في محل العلة للجملتين المعترضتين لأن وجود حرف التوكيد في أول الجملة مع عدم المنكر يمحّض حرفَ التوكيد إلى إفادة الاهتمام فنشأ من ذلك معنى السببية والتعليل ، فتغني ( أنّ ) غناء حرف التعليل أو السببية .
وهذا موضع سجود من سجود القرآن باتفاق الفقهاء .
المصدر : إعراب : ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض