إعراب الآية 23 من سورة المؤمنون - إعراب القرآن الكريم - سورة المؤمنون : عدد الآيات 118 - - الصفحة 343 - الجزء 18.
(وَلَقَدْ) الواو استئنافية واللام واقعة في جواب قسم مقدر وقد حرف تحقيق (أَرْسَلْنا نُوحاً) ماض وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة (إِلى قَوْمِهِ) متعلقان بأرسلنا والهاء في محل جر بالإضافة.
(فَقالَ) الفاء عاطفة وماض فاعله مستتر (يا قَوْمِ) يا أداة نداء قوم منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم (اعْبُدُوا اللَّهَ) أمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة مقول القول (ما لَكُمْ) ما نافية ولكم متعلقان بالخبر المقدم (مِنْ إِلهٍ) من حرف جر زائد إله مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا (غَيْرُهُ) صفة لإله (أَفَلا) الهمزة للاستفهام ولا نافية (تَتَّقُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مقول القول.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) لما كان الاستدلال والامتنان اللذان تقدماً موجهيْن إلى المشركين الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم واعتلوا لذلك بأنهم لا يؤمنون برسالة بشر مثْلهم وسألوا إنزال ملائكة ووسموا الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنون ، فلما شابهوا بذلك قوم نوح ومن جاء بعدهم ناسب أن يضرب لهم بقوم نوح مثلٌ تحذيراً مما أصاب قوم نوح من العذاب ، وقد جرى في أثناء الاستدلال والامتنان ذكر الحمل في الفلك فكان ذلك مناسبة للانتقال فحصل بذلك حسن التخلص ، فيعتبر ذكر قصص الرسل إما استطراداً في خلال الاستدلال على الوحدانيَّة ، وإمَّا انتقالاً كما سيأتي عند قوله تعالى : { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار } [ المؤمنون : 78 ] .
وتصدير الجملة بلام القسم تأكيد للمضمون التهديدي من القصة ، فالمعنى تأكيد الإرسال إلى نوح وما عُقِّب به ذلك .
وعطف مقالة نوح على جملة إرساله بفاء التعقيب لإفادة أدائه رسالة ربه بالفور من أمْره وهو شأن الامتثال .
وأمْرُهُ قومَه بأن يعبدوا الله يقتضي أنهم كانوا معرضين عن عبادة الله بأن أقبلوا على عبادة أصنامهم ( وُدّ ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر ) حتى أهملوا عبادة الله ونسوها . وكذلك حكيت دعوة نوح قومه في أكثر الآيات بصيغة أمر بأصل عبادة الله دون الأمر بقصر عبادتهم على الله مع الدلالة على أنهم ما كانوا ينكرون وجود الله ولذلك عقب كلامه بقوله : { ما لكم من إله غيره } .
المصدر : إعراب : ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من