القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 257 سورة البقرة - الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم

سورة البقرة الآية رقم 257 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 257 من سورة البقرة - إعراب القرآن الكريم - سورة البقرة : عدد الآيات 286 - - الصفحة 43 - الجزء 3.

﴿ ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾
[ البقرة: 257]

﴿ إعراب: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم ﴾

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ينظر في إعرابها الآية (253) (لا تُبْطِلُوا) لا ناهية جازمة تبطلوا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل (صَدَقاتِكُمْ) مفعول به منصوب بالكسرة جمع مؤنث سالم (بِالْمَنِّ) متعلقان بتبطلوا (وَالْأَذى) عطف على المن والجملة مستأنفة (كَالَّذِي) جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة: لا تبطلوا صدقاتكم فاعلين كالذي أو متعلقان بمفعول مطلق إبطالا كالذي.

(يُنْفِقُ مالَهُ) فعل مضارع ومفعوله والفاعل هو (رِئاءَ) حال بتقدير مرائين أو مفعول لأجله (النَّاسِ) مضاف إليه (وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الواو عاطفة لا نافية يؤمن فعل مضارع متعلق به الجار والمجرور والجملة معطوفة على ينفق وهي صلة.

(فَمَثَلُهُ) الفاء استئنافية مثله مبتدأ (كَمَثَلِ) متعلقان بمحذوف خبر (صَفْوانٍ) مضاف إليه (عَلَيْهِ) متعلقان بمحذوف خبر مقدم (تُرابٌ) مبتدأ والجملة في محل جر صفة صفوان.

(فَأَصابَهُ وابِلٌ) فعل ماض ومفعول به وفاعل مؤخر والجملة معطوفة (فَتَرَكَهُ) الفاء عاطفة تركه فعل ماض ومفعول به أول والفاعل مستتر (صَلْدًا) مفعول به ثان (لا يَقْدِرُونَ) فعل مضارع وفاعله (عَلى شَيْءٍ) متعلقان بيقدر والجملة استئنافية (مِمَّا) جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة شيء (كَسَبُوا) الجملة صلة الموصول ما (وَاللَّهُ لا يَهْدِي) الواو استئنافية اللّه لفظ الجلالة مبتدأ لا نافية يهدي مضارع فاعله مستتر وجملة (لا يَهْدِي) خبره (الْقَوْمَ) مفعوله (الْكافِرِينَ) صفة وجملة (وَاللَّهُ) استئنافية.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 257 - سورة البقرة

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وقع قوله : { الله ولي الذين آمنوا } الآية موقع التعليل لقوله : { لا انفصام لها } [ البقرة : 256 ] لأنّ الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله قد تولّوا الله فصار وليّهم ، فهو يقدّر لهم ما فيه نفعهم وهو ذبّ الشبهات عنهم ، فبذلك يستمر تمسّكهم بالعروة الوثقى ويأمنون انفصامها ، أي فإذا اختار أحد أن يكون مسلماً فإنّ الله يزيده هدى .

والولي الحَليف فهو ينصر مولاه . فالمراد بالنور نور البرهان والحق ، وبالظلمات ظلمات الشبهات والشك ، فالله يزيد الذين اهتدوا هدى لأنّ اتِّباعهم الإسلام تيسير لطرق اليقين فهم يزدادون توغّلا فيها يوماً فيوماً ، وبعكسهم الذين اختاروا الكفر على الإسلام فإنّ اختيارهم ذلك دل على ختم ضُرب على عقولهم فلم يهتدوا ، فهم يزدادون في الضلال يوماً فيوماً . ولأجل هذا الازدياد المتجدّد في الأمرين وقع التعبير بالمضارع في يخرجهم ويخرجونهم وبهذا يتضّح وجه تعقيب هذه الآيات بآية { ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم } [ البقرة : 258 ] ثم بآية { أوْ كالذي مر على قرية } [ البقرة : 259 ] ثم بآية { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تُحْيي الموتى } فإنّ جميعها جاء لبيان وجوه انجلاء الشك والشبهات عن أولياء الله تعالى الذين صدق إيمانهم ، ولا داعي إلى ما في «الكشاف» وغيره من تأويل الذين آمنوا والذين كفروا بالذين أرادوا ذلك ، وجَعْل النور والظلمات تشبيهاً للإيمان والكفر ، لِما علمت من ظهور المعنى بما يدفع الحاجة إلى التأويل بذلك ، ولا يحسن وقعُه بعدَ قوله : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله } ، ولِقوله { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } فإنّه متعينّ للحمل على زيادة تضليل الكافر في كفره بمزيد الشك كما في قوله : { فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله إلى قوله وما زادوهم غير تتبيب } [ هود : 101 ] ، ولأن الطاغوت كانوا أولياء للذين آمنوا قبل الإيمان فإنّ الجميع كانوا مشركين ، وكذلك ما أطال به فخر الدين من وجود الاستدلال على المعتزلة واستدلالهم علينا . وجملة يخرجهم خبر ثاننٍ عن اسم الجلالة . وجملة يخرجونهم حال من الطاغوت . وأعيد الضمير إلى الطاغوت بصيغة جمع العقلاء لأنّه أسند إليهم ما هو من فِعل العقلاء وإن كانوا في الحقيقة سبب الخروج لا مُخرجين . وتقدم الكلام على الطاغوت عند قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } [ البقرة : 256 ]

قراءة سورة البقرة

المصدر : إعراب : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم