إعراب الآية 27 من سورة المؤمنون - إعراب القرآن الكريم - سورة المؤمنون : عدد الآيات 118 - - الصفحة 343 - الجزء 18.
(فَأَوْحَيْنا) الفاء استئنافية وماض وفاعله (إِلَيْهِ) متعلقان بأوحينا، والجملة مستأنفة (أَنِ) حرف تفسير (اصْنَعِ) أمر فاعله مستتر (الْفُلْكَ) مفعول به والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب (بِأَعْيُنِنا) متعلقان بحال محذوفة ونا في محل جر بالإضافة (وَوَحْيِنا) معطوف على ما سبق ونا في محل جر بالإضافة (فَإِذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه (جاءَ أَمْرُنا) ماض وفاعله ونا مضاف إليه والجملة مضاف إليه (وَفارَ التَّنُّورُ) ماض وفاعله والجملة معطوفة (فَاسْلُكْ) الفاء واقعة في جواب إذا وأمر وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جملة جواب شرط غير جازم (فِيها) متعلقان باسلك (مِنْ كُلٍّ) متعلقان بمحذوف حال (زَوْجَيْنِ) مضاف اليه مجرور بالياء لأنه مثنى (اثْنَيْنِ) مفعول به (وَأَهْلَكَ) معطوف على كل والكاف مضاف اليه (إِلَّا) أداة استثناء (مِنْ) اسم موصول في محل نصب على الاستثناء (سَبَقَ) ماض مبني على الفتح (عَلَيْهِ) متعلقان بسبق (الْقَوْلُ) فاعل (مِنْهُمْ) متعلقان بمحذوف حال.
(وَلا) الواو عاطفة ولا ناهية (تُخاطِبْنِي) مضارع مجزوم بلا والفاعل مستتر والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به والجملة معطوفة (فِي الَّذِينَ) الذين اسم موصول في محل جر متعلقان بتخاطبني (ظَلَمُوا) ماض وفاعله والجملة صلة.
(إِنَّهُمْ) إن واسمها (مُغْرَقُونَ) خبر مرفوع بالواو والجملة تعليل لا محل لها من الإعراب.
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)
فالتعقيب الذي في قوله تعالى هنا : فأوحينا إليه } تعقيب بتقدير جمل محذوفة كما علمت ، وهو إيجاز في حكاية القصة كما في قوله تعالى : { أن أضربْ بعصاكَ البَحْرَ فانفلق } الخ في سورة الشّعراء ( 63 ) .
والباء في بما كَذّبون } سببية في موضع الحال من النصر المأخوذ من فعل الدعاء ، أي نصراً كائناً بسبب تكذيبهم ، فجعل حظ نفسهِ فيما اعتدوا عليه مُلغىً واهتم بحظ الرسالة عن الله لأن الاعتداء على الرسول استخفاف بمن أرسله .
وجملة { أن اصنع } جملة مفسره لِجملة { أوحينا } لأن فعل { أوحينا } فيه معنى القول دون حروفه ، وتقدم نظير جملة { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا } في سورة هود ( 37 ) .
وفرع على الأمر بصنع الفلك تفصيل ما يفعله عند الحاجة إلى استعمال الفلك فوُقِّت له استعماله بوقت الاضطرار إلى إنجاء المؤمنين والحيوان .
وتقدم الكلام على معنى { فار التنور } ومعنى { زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول } في سورة هود ( 40 ) .
والزوج : اسم لكل شيء له شيء آخر متصل به بحيث يجعله شَفعا في حالة مَّا . وتقدم في سورة هود .
وإنما عبر هنالِك بقوله : { قلنا احمل فيها } [ هود : 40 ] وهنَا بقوله : { فاسلُك فيها } لأن آية سورة هود حكت ما خاطبه الله به عند حدوث الطوفان وذلك وقت ضيق فأُمرّ بأن يحمل في السفينة من أراد الله إبقاءهم ، فأسند الحمل إلى نوح تمثيلاً للإسراع بإركاب ما عُيِّن له في السفينة حتَّى كأنّ حاله في إدخاله إيَّاهم حالُ من يحمل شيئاً ليضعه في موضع ، وآية هذه السورة حكت ما خاطبه الله به من قبل حدوث الطوفان إنباء بما يفعله عند حدوث الطوفان فأمَره بأنه حينئذ يدخل في السفينة من عَيَّن الله إدخالهم ، مع ما في ذلك من التفنن في حكاية القصة .
ومعنى { اسلك } أدخِل ، وفعل ( سلك ) يكون قاصراً بمعنى دخل ومتعدياً بمعنى أدخل ومنه قوله تعالى : { ما سَلَكَكُم في سَقَر } [ المدثر : 42 ] . وقول الأعشى
: ... كما سلَك السَّكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ
وتقدم الكلام على مثل قوله : { ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون } في سورة هود ( 37 ) .
وقرأ الجمهور { من كل زوجين } بإضافة { كل } إلى { زوجين } . وقرأه حفص بالتنوين { كلَ } على أن يكون { زوجين } مفعولَ { فاسلك } ، وتنوين { كل } تنوين عوض يُشعرُ بمحذوف أضيف إليه { كل } . وتقديره : من كل ما أمرتك أن تحمله في السفينة .
المصدر : إعراب : فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور