إعراب الآية 28 من سورة المؤمنون - إعراب القرآن الكريم - سورة المؤمنون : عدد الآيات 118 - - الصفحة 344 - الجزء 18.
(فَإِذَا) الفاء استئنافية إذا ظرفية شرطية (اسْتَوَيْتَ) ماض وفاعله والجملة مضاف اليه (أَنْتَ) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد لضمير الفاعل في استويت (وَمَنْ) الواو عاطفة واسم موصول معطوف على فاعل استويت (مَعَكَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول والكاف في محل جر بالإضافة.
(عَلَى الْفُلْكِ) متعلقان باستويت والجملة مستأنفة (فَقُلِ) الفاء واقعة في جواب إذا وأمر فاعله مستتر.
(الْحَمْدُ) مبتدأ (لِلَّهِ) لفظ الجلالة متعلقان بمحذوف خبر والجملة مقول القول (الَّذِي) اسم موصول بدل من لفظ الجلالة (نَجَّانا) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر ونا مفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها.
(مِنَ الْقَوْمِ) متعلقان بنجانا (الظَّالِمِينَ) صفة مجرورة بالياء لأنه جمع مذكر سالم
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) الاستواء : الاعتلاء . وتقدم عند قوله تعالى : { ثم استوى على العرش } في سورة الأعراف ( 54 ) .
وإطلاق الاستواء على الاستقرار في داخل السفينة مجاز مرسل بعلاقة الإطلاق وإلا فحقيقة الاستقرار في الفلك أنه دخول . وأُتي بحرف الاستعلاء دون حرف الظرفية لأنه الذي يتعدى به معنى الاعتلاء إيذاناً بالتمكن من الفلك فهو ترشيح للمجاز .
والتنجية من القوم الظالمين : الإنجاء من أذاهم والكوننِ فيهم لأن في الكون بينهم مشاهدة كفرهم ومناكرهم وذلك مما يؤذي المؤمن .
والظلم : يجوز أن يراد به الشرك كما قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ] ، ويجوز أن يراد به الاعتداء على الحق لأن الكافرين كانوا يؤذون نوحاً والمؤمنين بشتَّى الأذى باطلاً وعدواناً وإنما كان ذلك إنجاء لأنهم قد استقلوا بجماعتهم فسلموا من الاختلاط بأعدائهم .
وقد ألهمه الله بالوحي أن يحمَد ربه على ما سَهَّل له من سبيل النجاة وأن يسأله نزولاً في منزل مبارك عقب ذلك الترحل ، والدعاءُ بذلك يتضمن سؤال سلامة من غرق السفينة . وهذا كالمحامد التي يُعلمها الله محمداً صلى الله عليه وسلم يوم الشفاعة . فيكون في ذلك التعليم إشارة إلى أنه سيتقبَّل ذلك منه .
المصدر : إعراب : فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا