القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 29 سورة النور - ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله

سورة النور الآية رقم 29 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 29 من سورة النور - إعراب القرآن الكريم - سورة النور : عدد الآيات 64 - - الصفحة 353 - الجزء 18.

﴿ لَّيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ مَسۡكُونَةٖ فِيهَا مَتَٰعٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ﴾
[ النور: 29]

﴿ إعراب: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله ﴾

(لَيْسَ) فعل ماض ناقص (عَلَيْكُمْ) متعلقان بالخبر (جُناحٌ) اسم ليس والجملة مستأنفة (أَنْ تَدْخُلُوا) أن حرف ناصب ومضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل (بُيُوتاً) مفعول به (غَيْرَ) صفة (مَسْكُونَةٍ) مضاف إليه والمصدر المؤول في محل نصب بنزع الخافض (فِيها) متعلقان بالخبر المقدم (مَتاعٌ) مبتدأ (لَكُمْ) متعلقان بمتاع والجملة صفة ثانية لبيوتا (وَاللَّهُ) الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ (يَعْلَمُ) مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة (ما) موصولية مفعول به (تُبْدُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة صلة (وَما تَكْتُمُونَ) معطوف على ما قبله وإعرابه مثله


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 29 - سورة النور

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)

هذا تخصيص لعموم قوله : { بيوتاً غير بيوتكم } [ النور : 27 ] بالبيوت المعدة للسكنى ، فأما البيوت التي ليست معدودة للسكنى إذا كان لأحد حاجة في دخولها أن له أن يدخلها لأن كونها غير معدودة للسكنى تجعل القاطن بها غير محترز من دخول الغير إليها بل هو على استعداد لمن يغشاه فهي لا تخلو من أن تكون خاوية من الساكن مثل البيوت المقامة على طرق المسافرين لنزولهم ، كما كانت بيوت على الطريق بين الحجاز والشام في طريق التجار كانوا يأوون إليها ويحطون فيها متاعهم للاستراحة ثم يرتحلون عنها ويستأنفون سيرهم ، وتسمى الخانات جمع خان بالخاء المعجمة فهو اسم معرب من الفارسية . ومثلها بيوت كانت في بعض سكك المدينة كانوا يضعون بها متاعاً وأقتاباً وقد بناها بعض من يحتاج إليها وارتفق بها غيرهم .

وأما أن تكون تلك البيوت مأهولة بأناس يقطنونها يأوون المسافرين ورحالهم ورواحلهم ويحفظون أمتعتهم ويبيتونهم حتى يستأنفوا المرحلة مثل الخانات المأهولة والفنادق . وكذلك البيوت المعدودة لبيع السلع ، والحمامات ، وحوانيت التجار ، وكذلك المكتبات وبيوت المطالعة فهذه مأهولة ولا تسمى مسكونة لأن السكنى هي الإقامة التي يسكن بها المرء ويستقر فيها ويقيم فيها شؤونه . فمعنى قوله : { غير مسكونة } أنها غير مأهولة على حالة الاستقرار أو غير مأهولة البتة .

وأما الخوانيق ( جمع خانقاه ويقال الخانكات جمع خانكاهْ) وهي منازل ذات بيوت يقطنها طلبة الصوفية ، وكذلك المدارس يقطنها طلبة العلم ، وكذلك الربط جمع رباط وهو مأوى الحراس على الثغور ، فلا استئذان بين قطانها لأنهم قد طرحوا الكلفة فيما بينهم فصاروا كأهل البيت الواحد ولكن على الغريب عنهم أن يستأذن في الدخول عليهم فيأذن له ناظرهم أو كبيرهم أو من يبلغ عنهم .

وقوله : { فيها متاع لكم } صفة ثانية ل { بيوتاً } .

والمتاع : الجهاز من العروض والسلع والرحال . وظاهر قوله : { فيها متاع } أن المتاع موضوع هناك قبل دخول الداخل فلا مفهوم لهذه الصفة لأنها خرجت مخرج التنبيه على العذر في الدخول . ويشمل ذلك أن يدخلها لوضع متاعه بدلالة لحن الخطاب . وكذلك يشمل دخول المسافر وإن كان لا متاع له لقصد التظلل أو المبيت بدلالة لحن الخطاب أو القياس .

وقد فسر المتاع بالمصدر ، أي التمتع والانتفاع . قال جابر بن زيد : كل منافع الدنيا متاع . وقال أبو جعفر النحاس : هذا شرح حسن من قول إمام من أيمة المسلمين وهو موافق للغة ، وتبعه على ذلك في «الكشاف» . ونوه بهذا التفسير أبو بكر ابن العربي فيكون إيماء إلى أن من لا منفعة له في دخولها لا يؤذن له في دخولها لأنه يضيق على أصحاب الاحتياج إلى بقاعها .

وجملة : { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } مستعملة في التحذير من تجاوز ما أشارت إليه الآية من القيود وهي كون البيوت غير مسكونة وكون الداخل محتاجاً إلى دخولها بله أن يدخلها بقصد التجسس على قطانها أو بقصد أذاهم أو سرقة متاعهم .

قراءة سورة النور

المصدر : إعراب : ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله