القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 36 سورة إبراهيم - رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني

سورة إبراهيم الآية رقم 36 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 36 من سورة إبراهيم - إعراب القرآن الكريم - سورة إبراهيم : عدد الآيات 52 - - الصفحة 260 - الجزء 13.

﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾
[ إبراهيم: 36]

﴿ إعراب: رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني ﴾

(رَبِّ) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء محذوفة للتخفيف في محل جر مضاف إليه (إِنَّهُنَّ) إن واسمها والجملة مقول القول (أَضْلَلْنَ) ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل (كَثِيراً) مفعول به والجملة خبر إن (مِنَ النَّاسِ) متعلقان بأضللن (فَمَنْ) الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ (تَبِعَنِي) ماض والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة مع جملة الجواب خبر المبتدأ (فَإِنَّهُ) الفاء رابطة للجواب وإن واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط و(مِنِّي) متعلقان بالخبر المحذوف (وَمَنْ عَصانِي) معطوف على من تبعني (فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إن واسمها وخبراها والجملة معطوفة.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 36 - سورة إبراهيم

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وإعادة النداء في قوله : { رب إنهن أضللن كثيراً من الناس } لإنشاء التحسر على ذلك .

وجملة { إنهن أضللن كثيراً من الناس } تعليل للدعوة بإجنابه عبادتها بأنها ضلال راج بين كثير من الناس ، فحق للمؤمن الضنين بإيمانه أن يخشى أن تجترفه فتنتها ، فافتتاح الجملة بحرف التوكيد لما يفيده حرف ( إنّ ) في هذا المقام من معنى التعليل .

وذلك أن إبراهيم عليه السلام خرج من بلده أُور الكلدانيين إنكاراً على عبدة الأصنام ، فقال : { إني ذاهب إلى ربي سيهدين } [ سورة الصافات : 99 ] وقال لقومه : { وأعتزلكم وما تدعون من دون الله } [ سورة مريم : 48 ]. فلما مر بمصر وجدهم يعبدون الأصنام ثم دخل فلسطين فوجدهم عبدة أصنام ، ثم جاء عَرَبَةَ تهامة فأسكن بها زوجه فوجدها خالية ووجد حولها جُرْهمَ قوماً على الفطرة والسذاجة فأسكن بها هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام . ثم أقام هنالك مَعلَم التوحيد . وهو بيت الله الكعبة بناه هو وابنه إسماعيل ، وأراد أن يكون مأوى التوحيد ، وأقام ابنه هنالك ليكون داعية للتوحيد . فلا جرم سأل أن يكون ذلك بلداً آمناً حتى يسلم ساكنوه وحتى يأوي إليهم من إذا آوى إليهم لقنوه أصول التوحيد .

ففرع على ذلك قوله : فمن تبعني فإنه مني } ، أي فمن تبعني من الناس فتجنب عبادة الأصنام فهو مني ، فدخل في ذلك أبوه وقومه ، ويدخل فيه ذريته لأن الشرط يصلح للماضي والمستقبل .

و ( من ) في قوله : { مِني } اتصالية . وأصلها التبعيض المجازي ، أي فإنه متصل بي اتصال البعض بكله .

وقوله : { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } تأدب في مقام الدعاء ونفع للعصاة من الناس بقدر ما يستطيعه . والمعنى ومن عصاني أفوّض أمره إلى رحمتك وغفرانك . وليس المقصود الدعاء بالمغفرة لمن عصى . وهذا من غلبة الحلم على إبراهيم عليه السلام وخشية من استئصال عصاة ذريته . ولذلك متعهم الله قليلاً في الحياة الدنيا ، كما أشار إليه قوله تعالى : { قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير } [ سورة البقرة : 126 ] وقوله : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين } [ سورة الزخرف : 27 ]. وسوق هذه الدعوة هنا للتعريض بالمشركين من العرب بأنهم لم يبروا بأبيهم إبراهيم عليه السلام .

وإذ كان قوله : { فإنك غفور رحيم } تفويضاً لم يكن فيه دلالة على أن الله يغفر لمن يشرك به .

قراءة سورة إبراهيم

المصدر : إعراب : رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني