القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 37 سورة إبراهيم - ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم

سورة إبراهيم الآية رقم 37 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 37 من سورة إبراهيم - إعراب القرآن الكريم - سورة إبراهيم : عدد الآيات 52 - - الصفحة 260 - الجزء 13.

﴿ رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ﴾
[ إبراهيم: 37]

﴿ إعراب: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ﴾

(رَبَّنا) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب ونا مضاف إليه وجملة النداء لا محل لها (إِنِّي) إن واسمها (أَسْكَنْتُ) ماض وفاعله والجملة خبر والجملة الاسمية مستأنفة (مِنْ ذُرِّيَّتِي) متعلقان بأسكنت والياء مضاف إليه (بِوادٍ) متعلقان بأسكنت (غَيْرِ) صفة لواد (ذِي) مضاف إليه (زَرْعٍ) مضاف إليه (عِنْدَ) ظرف مكان متعلق بأسكنت (بَيْتِكَ) مضاف إليه والكاف مضاف إليه (الْمُحَرَّمِ) صفة لبيتك (رَبَّنا) منادى بأداة محذوفة منصوب ونا مضاف إليه (لِيُقِيمُوا) اللام للتعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل والجملة مستأنفة والجار والمجرور المكون من اللام وما بعدها في تأويل المصدر متعلقان بأسكنت (الصَّلاةَ) مفعول به (فَاجْعَلْ) الفاء الفصيحة وفعل دعاء فاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جملة جواب شرط غير جازم (أَفْئِدَةً) مفعول به (مِنَ النَّاسِ) صفة لأفئدة (تَهْوِي) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر (إِلَيْهِمْ) متعلقان بتهوي (وَارْزُقْهُمْ) فعل دعاء فاعله مستتر والهاء مفعول به وهو معطوف على ما سبق (مِنَ الثَّمَراتِ) متعلقان بارزقهم (لَعَلَّهُمْ) لعل واسمها (يَشْكُرُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر لعل وجملة لعل واسمها وخبرها تعليل لا محل لها من الإعراب.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 37 - سورة إبراهيم

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

جملة { إني أسكنت من ذريتي } مستأنفة لابتداء دعاء آخر . وافتتحت بالنداء لزيادة التضرع . وفي كون النداء تأكيداً لنداء سابق ضرب من الربط بين الجمل المفتتحة بالنداء ربط المثل بمثله .

وأضيف الرب هنا إلى ضمير الجمع خلافاً لسابقيه لأن الدعاء الذي افتتح به فيه حظ للداعي ولأبنائه . ولعل إسماعيل عليه السلام حاضر معه حين الدعاء كما تدل له الآية الأخرى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } إلى قوله { واجعلنا مسلمين لك } [ سورة البقرة : 127 ]. وذلك من معنى الشكر المسؤول هنا .

ومِن } في قوله : { من ذريتي } بمعنى بعض ، يعني إسماعيل عليه السلام ، وهو بعض ذريته ، فكأن هذا الدعاء صدر من إبراهيم عليه السلام بعد زمان من بناء الكعبة وتقري مكة ، كما دل عليه قوله في دعائه هذا { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق } [ سورة إبراهيم : 39 ] ، فذكر إسحاق عليه السلام .

والواد : الأرض بين الجبال ، وهو وادي مكة . { وغير ذي زرع } صفة ، أي بواد لا يصلح للنبت لأنه حجارة ، فإن كلمة { ذُو } تدلّ على صَاحببِ ما أضيفت إليه وتمكنه منه ، فإذا قيل : ذو مال ، فالمال ثابت له ، وإذا أريد ضد ذلك قيل غير ذي كذا ، كقوله تعالى : { قرآناً عربياً غير ذي عوج } [ سورة الزمر : 28 ] ، أي لا يعتريه شيء من العوج . ولأجل هذا الاستعمال لم يقل بواد لا يزرع أولا زرع به و { عند بيتك } صفة ثانية لوادٍ أو حال .

والمحرم : الممنع من تناول الأيدي إياه بما يفسده أو يضر أهله بما جعل الله له في نفوس الأمم من التوقير والتعظيم ، وبما شاهدوه من هلكة من يريد فيه بإلحاد بظلم . وما أصحاب الفيل منهم ببعيد .

وعلق { ليقيموا } ب { أسكنت } ، أي علة الإسكان بذلك الوادي عند ذلك البيت أن لا يشغلهم عن إقامة الصلاة في ذلك البيت شاغل فيكون البيت معموراً أبداً .

وتوسيط النداء للاهتمام بمقدمة الدعاء زيادة في الضراعة . وتهيّأ بذلك أن يفرع عليه الدعاء لهم بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، لأن همة الصالحين في إقامة الدين .

والأفئدة : جمع فؤاد ، وهو القلب . والمراد به هنا النفس والعقل .

والمراد فاجعل أناساً يهوون إليهم . فأقحم لفظ الأفئدة لإرادة أن يكون مسير الناس إليهم عن شوق ومحبة حتى كأن المسرع هو الفؤاد لا الجسد فلما ذكر { أفئدة } لهذه النكتة حسن بيانه بأنهم { من الناس } ، ف { من } بيانية لا تبعيضية ، إذ لا طائل تحته . والمعنى : فاجعل أناساً يقصدونهم بحبات قلوبهم .

وتهوي مضارع هوَى بفتح الواو : سقط . وأطلق هنا على الإسراع في المشي استعارة ، كقول امرىء القيس:

كجلمود صخْرٍ حَطّه السيلُ من عل ...

ولذلك عدّي باللام دون { على } .

والإسراع : جُعل كناية عن المحبة والشوق إلى زيارتهم .

والمقصود من هذا الدعاء تأنيس مكانهم بتردد الزائرين وقضاء حوائجهم منهم .

والتنكير مطلقٌ يحمل على المتعارف في عمران المدن والأسواق بالواردين ، فلذلك لم يقيده في الدعاء بما يدل على الكثرة اكتفاء بما هو معروف .

ومحبة الناس إياهم يحصل معها محبة البلد وتكرير زيارته ، وذلك سبب لاستئناسهم به ورغبتهم في إقامة شعائره ، فيؤول إلى الدعوة إلى الدين .

ورجاء شكرهم داخل في الدعاء لأنه جُعل تكملة له تعرضاً للإجابة وزيادة في الدعاء لهم بأن يكونوا من الشاكرين . والمقصود : توفر أسباب الانقطاع إلى العبادة وانتفاء ما يحول بينهم وبينها من فتنة الكدح للاكتساب .

قراءة سورة إبراهيم

المصدر : إعراب : ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم