القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 36 سورة الحجر - قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون

سورة الحجر الآية رقم 36 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 36 من سورة الحجر - إعراب القرآن الكريم - سورة الحجر : عدد الآيات 99 - - الصفحة 264 - الجزء 14.

﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾
[ الحجر: 36]

﴿ إعراب: قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ﴾

(قالَ) ماض وفاعله والجملة مستأنفة (رَبِّ) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة (فَأَنْظِرْنِي) الفاء زائدة أنظرني فعل دعاء مبني على السكون والنون للوقاية وفاعله مستتر والياء مفعول به والجملة مقول القول (إِلى يَوْمِ) متعلقان بأنظرني (يُبْعَثُونَ) مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة في محل جر مضاف إليه.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 36 - سورة الحجر

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

سؤاله النظِرة بعد إعلامه بأنه ملعون إلى يوم الدين فاض به خبث جبلته البالغ نهاية الخباثة التي لا يشفيها إلا دوام الإفساد في هذا العالم ، فكانت هذه الرغبة مجلبة لدوام شقوته .

ولما كانت اللعنة تستمر بعد انعدام الملعون إذا اشتهر بين الناس بسوء لم يكن توقيتها بالأبد مقيداً حياة الملعون ، فلذلك لم يكن لإبليس غنى بقوله تعالى { إلى يوم الدين } عن أن يسأل الإبقاء إلى يوم الدين ليكون مصدر الشرور للنفوس قضاء لما جبل عليه من بثّ الخُبث؛ فكان بذلك حريصاً على دوامها بما يوجه إليه من اللّعنة ، فسأل النظرة حباً للبقاء لما في البقاء من استمرار عمله .

وخاطب الله بصفة الربوبية تخضّعاً وحثّاً على الإجابة ، والفاء في { فأنظرني } فاء التفريع . فرع السؤال عن الإخراج .

ووسّط النداء بين ذلك .

وذُكرت هذه الحالة من أوصاف نفسيته بعثاً لكراهيته في نفوس البشر الذين يرون أن حق النفس الأبية أن تأنف من الحياة الذميمة المحقرة ، وذلك شأن العرب ، فإذا علموا هذا الحوص من حال إبليس أبغضوه واحتقروه فلم يرضوا بكل عمل ينسب إليه .

والإنظار : الإمهال والتأخير . وتقدم في قوله : { فنظرة إلى ميسرة } في سورة البقرة ( 280 ). والمراد تأخير إماتته لأن الإنظار لا يكرن للذات ، فتعين أنه لبعض أحوالها وهو الموت بقرينة السياق .

وعبر عن يوم الدين ب { يوم يبعثون } تمهيداً لما عقد عليه العزم من إغواء البشر ، فأراد الإنظار إلى آخر مدة وجود نوع الإنسان في الدنيا . وخلق الله فيه حب النظرة التي قدرها الله له وخلقه لأجلها وأجل آثارها ليحمل أوزار تبعة ذلك بسبب كسبه واختياره تلك الحالة ، فإن ذلك الكسب والاختيار هو الذي يجعله ملائماً لما خلق له ، كما أومأ إلى ذلك البيان النبوي بقوله : « كل ميسر لما خلق له » . وضمير { يبعثون } للبشر المعلومين من تركيب خلق آدم عليه السلام ، وأنه يكون له نسل ولا سيما حيث خلقت زوجه حينئذٍ فإن ذلك يقتضي أن يكون منهما نسل .

قراءة سورة الحجر

المصدر : إعراب : قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون