إعراب الآية 37 من سورة عبس - إعراب القرآن الكريم - سورة عبس : عدد الآيات 42 - - الصفحة 585 - الجزء 30.
و(لِكُلِّ) متعلقان بمحذوف خبر مقدم و(امْرِئٍ) مضاف إليه و(مِنْهُمْ) صفة امرئ و(يَوْمَئِذٍ) ظرف زمان أضيف إلى مثله و(شَأْنٌ) مبتدأ مؤخر (يُغْنِيهِ) مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية صفة شأن والجملة الاسمية لكل امرئ.. مستأنفة لا محل لها.
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وتقديم الخبر في قوله : { لكل امرىء } على المبتدأ ليتأتى تنكير { شأن } الدال على التعظيم لأن العرب لا يبتدئون بالنكرة في جملتها إلا بمسوغ من مسوغاتتٍ عَدَّها النحاة بضعةَ عشر مسوغاً ، ومنها تقديم الخبر على المبتدإ .
والإِغناء : جعل الغير غنياً ، أي غير محتاج لشيء في غرضهِ . وأصل الإِغناء والغنى : حصول النافع المحتاج إليه ، قال تعالى : { وما أغنى عنكم من اللَّه من شيء } [ يوسف : 67 ] وقال : { ما أغنى عني ماليه } [ الحاقة : 28 ] . وقد استعمل هنا في معنى الإِشغال والإِشغال أعم .
فاستعمل الإغناء الذي هو نفع في معنى الإِشغال الأعم على وجه المجاز المرسل أو الاستعارة إيماء إلى أن المؤمنين يشغلهم عن قرابتهم المشركين فرط النعيم ورفع الدرجات كما دل عليه قوله عقبه : { وجوه يومئذٍ مسفرة } إلى آخر السورة .