إعراب الآية 38 من سورة هود - إعراب القرآن الكريم - سورة هود : عدد الآيات 123 - - الصفحة 226 - الجزء 12.
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ) الواو استئنافية ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة استئنافية (وَكُلَّما) الواو حالية وكلما ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بسخروا (مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ) ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بمر والجملة مضاف إليه (سَخِرُوا) ماض وفاعله (مِنْهُ) متعلقان بسخروا والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (قالَ) ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة (إِنْ تَسْخَرُوا) إن شرطية ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والجملة ابتدائية (مِنَّا) متعلقان بتسخروا (فَإِنَّا) الفاء رابطة للجواب وإن واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط (نَسْخَرُ) مضارع وفاعله مستتر والجملة خبر إنا (مِنْكُمْ) متعلقان بنسخر (كَما) الكاف حرف جر وما موصولية في محل جر ومتعلقان بنسخر (تَسْخَرُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة
عطف على جملة { واصنع الفلك } [ هود : 37 ] ، أي أوحي إليه { اصنع الفلك } ، وصَنَع الفلك . وإنما عبر عن صنعه بصيغة المضارع لاستحضار الحالة لتخييل السامع أن نوحاً عليه السلام بصدد العمل ، كقوله : { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً } [ فاطر : 9 ] وقوله : { يجادلنا في قوم لوطٍ } [ هود : 74 ] وجملة { وكلما مر عليه ملأ } في موضع الحال من ضمير { يصنع }.
و { كلّما } كلمة مركبة من ( كل ) و ( ما ) الظرفية المصدرية ، وانتصبت ( كل ) على الظرفية لأنها اكتسبت الظرفية بالإضافة إلى الظرف ، وهو متعلّق { سخروا } ، وهو جوابه من جهة أخرى . والمعنى : وسَخر منه ملأ من قومه في كل زمن مرورهم عليه .
و ( لما ) في ( كلما ) من العموم مع الظرفية أشربت معنى الشرط مثل ( إذا ) فاحتاجت إلى جواب وهو { سَخروا منه }.
وجملة { قال إن تسخروا منا } حكاية لما يجيب به سخريتهم ، أجريت على طريقة فعل القول إذا وقع في سياق المحاورة ، لأن جملة { سخروا } تتضمن أقوالاً تنبني عن سخريتهم أو تبين عن كلام في نفوسهم .
وجمع الضمير في قوله : { مِنّا } يشير إلى أنهم يسخرون منه في عمل السفينة ومن الذين آمنوا به إذْ كانوا حَوله واثقين بأنه يعمل عَملاً عظيماً ، وكذلك جمعه في قوله : { فإنّا نسخر منكم }.
والسخرية : الاستهزاء ، وهو تعجب باحتقار واستحماق . وتقدم عند قوله تعالى : { فحَاق بالذين سَخروا منهم } في أول سورة [ الأنعام : 10 ] ، وفعلها يتعدى ب ( من ).
وسخريتهم منه حمل فعله على العبث بناء على اعتقادهم أن ما يصنعه لا يأتي بتصديق مدعاه .
وسخرية نوح عليه السلام والمؤمنين ، من الكافرين من سفه عقولهم وجهلهم بالله وصفاته . فالسخريتان مقترنتان في الزمن .
وبذلك يتضح وجه التشبيه في قوله : { كما تسخرون } فهو تشبيه في السبب الباعث على السخرية ، وإن كان بين السببيْن بَون .
ويجوز أن تجعل كاف التشبيه مفيدة معنى التعليل كالتي في قوله تعالى : { واذكروه كما هداكم } [ البقرة : 198 ] فيفيد التفاوت بين السخريتين ، لأن السخرية المعللة أحق من الأخرى ، فالكفار سخروا من نوح عليه السلام لعمل يجهلون غايته ، ونوح عليه السّلام وأتباعه سخروا من الكفار لعلمهم بأنهم جاهلون في غرور ، كما دل عليه قوله : { فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه } فهو تفريع على جملة { فإنّا نسخر منكم } أي سيظهر مَن هو الأحق بأن يسخر منه .
المصدر : إعراب : ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن