إعراب الآية 38 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - - الصفحة 55 - الجزء 3.
(هُنالِكَ) اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية أو المكانية واللام للبعد والكاف للخطاب (دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ) فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة استئنافية (رَبَّهُ) منادى مضاف منصوب.
(هَبْ) فعل دعاء فاعله مستتر (لِي) متعلقان بالفعل هب (مِنْ لَدُنْكَ) متعلقان بهب أو بمحذوف حال لذرية (ذُرِّيَّةً) مفعول به (طَيِّبَةً) صفة (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) إن واسمها وخبرها والدعاء مضاف إليه والجملة مستأنفة أو تعليلية.
أي في المكان ، قبل أن يخرج ، وقد نبّهه إلى الدعاء مشاهدةُ خوارق العادة مع قول مريم : { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } [ آل عمران : 37 ] والحكمةُ ضالة المؤمن ، وأهلُ النفوس الزكية يعتبرون بما يرون ويسمعون ، فلذلك عمد إلى الدعاء بطلب الولد في غير إبانه ، وقد كان في حَسرة من عدم الولد كما حكى الله عنه في سورة مريم . وأيضاً فقد كان حينئذ في مكان شَهد فيه فيضا إلاهياً . ولم يزل أهل الخير يتوخون الأمْكنة بما حدث فيها من خير ، والأزمنة الصالحة كذلك ، وما هي إلاّ كالذوات الصالحة في أنها محالّ تجلّيات رضا الله .
وسأل الذرية الطيّبة لأنها التي يرجى منها خير الدنيا والآخرة بحصول الآثار الصالحة النافعة . ومشاهدةُ خوارق العادات خوّلت لزكرياء الدعاء بما هو من الخوارق ، أو من المستبعدات ، لأنّه رأى نفسه غير بعيد عن عناية الله تعالى ، لا سيما في زمن الفيض أو مكانه ، فلا يعد دعاؤه بذلك تجاوزاً لحدود الأدب مع الله على نحو ما قرّره القرافي في الفرق بين ما يجوز من الدعاء وما لا يجوز . وسميع هنا معنى مجيب .
المصدر : إعراب : هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة