إعراب الآية 42 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 240 - الجزء 12.
(وَقالَ) الواو استئنافية وماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة (لِلَّذِي) اسم موصول ومتعلقان بقال (ظَنَّ) ماض وفاعله مستتر والجملة صلة (أَنَّهُ) أن وما بعدها سدت مسد مفعولي ظن (ناجٍ) خبر أن مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص (مِنْهُمَا) متعلقان بناج (اذْكُرْنِي) أمر والنون للوقاية والياء مفعوله والفاعل مستتر والجملة مقول القول (عِنْدَ) ظرف مكان متعلقان باذكرني (رَبِّكَ) مضاف إليه والكاف مضاف إليه (فَأَنْساهُ) الفاء عاطفة وماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء مفعوله الأول المقدم (الشَّيْطانُ) فاعل مؤخر (ذِكْرَ) مفعول به ثان (رَبِّهِ) مضاف إليه والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة (فَلَبِثَ) الفاء عاطفة وماض فاعله مستتر (فِي السِّجْنِ) متعلقان بلبث (بِضْعَ) ظرف زمان متعلق بلبث (سِنِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجملة معطوفة
قال يوسف عليه السّلام للذي ظن نجاته من الفتيين وهو الساقي . والظن هنا مستعمل في القريب من القطع لأنه لا يشك في صحة تعبيره الرؤيا . وأراد بذكره ذكر قضيته ومظلمته ، أي اذكرني لربك ، أي سيدك . وأراد بربه ملك مصر .
وضميرا { فأنساه } و { ربه } يحتملان العود إلى { الذي } ، أي أنسى الشيطان الذي نجا أن يَذكره لربه ، فالذكر الثاني هو الذكر الأول . ويحتمل أن يعود الضميران إلى ما عاد إليه ضمير { وقال } أي يوسف عليه السّلام أنساه الشيطان ذكر الله ، فالذكر الثاني غير الذكر الأول . ولعل كلا الاحتمالين مراد ، وهو من بديع الإيجاز . وذلك أن نسيان يوسف عليه السّلام أن يَسأل الله إلهام الملِك تذكر شأنه كان من إلقاء الشيطان في أمنيته ، وكان ذلك سبباً إلهياً في نسيان الساقي تذكير الملك ، وكان ذلك عتاباً إلهياً ليوسف عليه السّلام على اشتغاله بعَون العباد دون استعانة ربه على خلاصه .
ولعل في إيراد هذا الكلام على هذا التوْجيه تلطفاً في الخبر عن يوسف عليه السّلام ، لأن الكلام الموجه في المعاني الموجهة ألطف من الصريح .
والبضع : من الثلاث إلى التسع .
وفيما حكاه القرآن عن حال سجنهم ما يُنبىء على أن السجن لم يكن مضبوطاً بسجل يذكر فيه أسماء المساجين ، وأسبابُ سجنهم ، والمدةُ المسجون إليها ، ولا كان من وزعة السجون ولا ممن فوقهم من يتعهّد أسباب السجن ويفتقد أمر المساجين ويرفع إلى الملك في يوم من الأسبوع أو من العام . وهذا من الإهمال والتهاون بحقوق الناس وقد أبطله الإسلام ، فإن من الشريعة أن ينظر القاضي أول ما ينظر فيه كلّ يوم أمرَ المساجين .
المصدر : إعراب : وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر