القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 44 سورة النمل - قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال

سورة النمل الآية رقم 44 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 44 من سورة النمل - إعراب القرآن الكريم - سورة النمل : عدد الآيات 93 - - الصفحة 380 - الجزء 19.

﴿ قِيلَ لَهَا ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾
[ النمل: 44]

﴿ إعراب: قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال ﴾

(قِيلَ) ماض مبني للمجهول والجملة مستأنفة.

(لَهَا) متعلقان بقيل.

(ادْخُلِي الصَّرْحَ) أمر وفاعله ومفعوله والجملة مقول القول.

(فَلَمَّا) الفاء عاطفة على محذوف مقدر تقديره دخلته فلما رأته ولما ظرفية شرطية.

(رَأَتْهُ) ماض فاعله مستتر ومفعول به والجملة مضاف إليه.

(حَسِبَتْهُ لُجَّةً) فعل ماض فاعله مستتر ومفعول به أول ولجة مفعول به ثان والجملة جواب شرط لا محل لها.

(وَكَشَفَتْ) الجملة معطوفة.

(عَنْ ساقَيْها) متعلقان بكشفت وعلامة جره الياء لأنه مثنى.

(قَالَ) الجملة مستأنفة.

(إِنَّهُ صَرْحٌ) إن واسمها وخبرها.

(مُمَرَّدٌ) صفة.

(مِنْ قَوارِيرَ) متعلقان بصفة ثانية والجملة مقول القول.

(قَالَتْ) الجملة مستأنفة.

(رَبِّ) منادى بأداة نداء محذوفة والجملة مقول القول.

(إِنِّي) إن واسمها.

(ظَلَمْتُ) ماض وفاعل.

(نَفْسِي) مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والياء مضاف إليه والجملة خبر إني وجملة إني وخبرها مقول القول. (وأَسْلَمْتُ) الجملة معطوفة على (ظلمت).

(مَعَ) ظرف مكان متعلق بأسلمت.

(سُلَيْمانَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.

(لِلَّهِ) متعلقان بأسلمت.

(رَبِّ) بدل.

(الْعالَمِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 44 - سورة النمل

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)

وذكر الدخول يقتضي أن الصرح مكان له باب . وفي سفر الملوك الأول في الإصحاح العاشر : فلما رأت البيت الذي بناه .

وحكاية أنها حسبته لجة عندما رأته تقتضي أن ذلك بدا لها في حين دخولها فدل على أن الصرح هو أول ما بدا لها من المدخل فهو لا محالة ساحة مَعْنِيّة للنزهة فرشت بزجاج شفاف وأجري تحته الماء حتى يخاله الناظر لُجّة ماء . وهذا من بديع الصناعة التي اختصت بها قصور سليمان في ذلك الزمان لم تكن معروفة في اليمن على ما بلغته من حضارة وعظمة بناء .

وقرأ قنبل عن ابن كثير { عن سأقيها } بهمزة ساكنة بعد السين عوضاً عن الألف على لغة من يهمز حرف المدّ إذا وقع وسط الكلمة . ومنه قول جرير :

لحَب المُؤقِداننِ إليَّ مؤسى ... وجعدة إذْ أضاءهما الوقود

فهمَز المؤقدان ومؤسى . ... وكشف ساقيها كان من أجل أنها شمرت ثيابها كراهية ابتلالها بما حسبته ماء . فالكشف عن ساقيها يجوز أن يكون بخلع خفيها أو نعليها ، ويجوز أن يكون بتشمير ثوبها . وقد قيل : إنها كانت لا تلبس الخفّين . والممرّد : المملس .

والقوارير : جمع قارورة وهي اسم لإناء من الزجاج كانوا يجعلونه للخمر ليظهر للرائي ما قرّ في قعر الإناء من تفث الخمر فيظهر المقدار الصافي منها . فسمى ذلك الإناء قارورة لأنه يظهر منه ما يقَرّ في قعره ، وجمعت على قَوارير ، ثم أطلق هذا الجمع على الطين الذي تتخذ منه القارورة وهو الزجاج ، فالقوارير من أسماء الزجاج ، قال بشار :

ارفُق بعمرو إذا حركْت نسبته ... فإنه عربي من قَوارير

يريد أن نسبته في العرب ضعيفة إذا حُرّكت تكسرت . وقد تقدم ذكر الزجاج عند قوله تعالى : { المصباح في زجاجة } في سورة النور ( 35 ) .

بهرها ما رأت من آيات علمت منها أن سليمان صادق فيما دعاها إليه وأنه مؤيَّد من الله تعالى ، وعلمت أن دينها ودين قومها باطل فاعترفت بأنها ظلمت نفسها في اتباع الضلال بعبادة الشمس .

وهذا درجة أولى في الاعتقاد وهو درجة التخلية ، ثم صعدت إلى الدرجة التي فوقها وهي درجة التحَلّي بالإيمان الحق فقالت : { وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } فاعترفت بأن الله هو رب جميع الموجودات ، وهذا مقام التوحيد .

وفي قولها : { مع سليمان } إيمان بالدين الذي تقلده سليمان وهو دين اليهودية ، وقد أرادت جمع معاني الدين في هذه الكلمة ليكون تفصيلها فيما تتلقاه من سليمان من الشرائع والأحكام .

وجملة : { قالت رب إني ظلمت نفسي } جواب عن قول سليمان { إنه صرح ممرّد من قوارير } ولذلك لم تعطف .

والإسلام : الانقياد إلى الله تعالى . وتقلُّد بلقيس للتوحيد كان في خاصة نفسها لأنها دانت لله بذلك إذ لم يثبت أن أهل سبأ انخلعوا عن عبادة الأصنام كما يأتي في سورة سبأ . وأما دخول اليهودية بلاد اليمن فيأتي في سورة البروج . وسكت القرآن عن بقية خبرها ورجوعها إلى بلادها ، وللقصاصين أخبار لا تصح فهذا تمام القصة .

ومكان العبرة منها الاتعاظ بحال هذه الملكة ، إذ لم يصدّها علوّ شأنها وعظمة سلطانها مع ما أوتيته من سلامة الفطرة وذكاء العقل عن أن تنظر في دلائل صدق الداعي إلى التوحيد وتوقن بفساد الشرك وتعترف بالوحدانية لله ، فما يكون إصرار المشركين على شركهم بعد أن جاءهم الهدي الإسلامي إلا لسخافة أحلامهم أو لعمايتهم عن الحق وتمسكهم بالباطل وتصلبهم فيه . ولا أصل لما يذكره القصّاصون وبعض المفسرين من أن سليمان تزوج بلقيس ، ولا أن له ولداً منها . فإن رحبعام ابنَه الذي خلفه في الملك كان من زوجة عَمُّونِيَّة .

قراءة سورة النمل

المصدر : إعراب : قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال