إعراب الآية 49 من سورة الحج - إعراب القرآن الكريم - سورة الحج : عدد الآيات 78 - - الصفحة 338 - الجزء 17.
(قُلْ) أمر فاعله مستتر وجوبا والجملة مستأنفة (يا) حرف نداء (أَيُّهَا) أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء والهاء للتنبيه (النَّاسُ) بدل من أي (إِنَّما) كافة ومكفوفة (أَنَا) مبتدأ (لَكُمْ) متعلقان بالخبر المؤخر (نَذِيرٌ) خبر المبتدأ (مُبِينٌ) صفة والجملة في محل نصب مقول القول
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) استئناف بعد المواعظ السالفة والإنذارات ، وافتتاحه ب { قُل } للاهتمام به ، وافتتاح المقول بنداء الناس للفت ألبابهم إلى الكلام . والمخاطَبون هم المشركون .
والغرض من خطابهم إعلامهم بأن تكذيبهم واستهزاءهم لا يَغيظ النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصدّه عن أداء رسالته ، ففي ذلك قمع لهم إذ كانوا يحسبون أنهم بتكذيبهم واستهزائهم يُملّونه فيترك دعوتهم ، وفيه تثبيت للنبيء وتسلية له فيما يلقاه منهم .
وقصر النبي على صفة النذارة قصر إضافي ، أي لستُ طالباً نكايتكم ولا تزلفاً إليكم فمن آمن فلنفسه ومن عمى فعليها .
والنذير : المحذّر من شرّ يتوقع .
وفي تقديم المجرور المؤذن بالاهتمام بنذارتهم إيماء إلى أنهم مشرفون على شرّ عظيم فهم أحرياء بالنذارة .
والمبين : المفصِح الموضح ، أي مبين للإنذار بما لا إيهام فيه ولا مصانعة .
وفُرع على الأمر بالقول تقسيم للناس في تلقي هذا الإنذار المأمور الرسولُ بتبليغه إلى مصدق ومكذّب لبيان حال كلا الفريقين في الدنيا والآخرة ترغيباً في الحالة الحسنى وتحذيراً من الحالة