إعراب الآية 5 من سورة الإسراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الإسراء : عدد الآيات 111 - - الصفحة 282 - الجزء 15.
(فَإِذا) الفاء استئنافية وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط (جاءَ وَعْدُ) ماض وفاعله والجملة مضاف إليه (أُولاهُما) مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر والهاء مضاف إليه (بَعَثْنا) ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (عَلَيْكُمْ) متعلقان ببعثنا (عِباداً) مفعول به (لَنا) متعلقان بصفة محذوفة لعبادا (أُولِي) صفة ثانية لعباد (بَأْسٍ) مضاف إليه (شَدِيدٍ) صفة (فَجاسُوا) الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة (خِلالَ) ظرف مكان متعلق بجاسوا (الدِّيارِ) مضاف إليه (وَكانَ وَعْداً) الواو عاطفة وكان وخبرها واسمها محذوف (مَفْعُولًا) صفة لوعدا.
والوعد مصدر بمعنى المفعول ، أي موعود أولى المرتين ، أي الزمان المقدر لحصول المرة الأولى من الإفساد والعلو ، كقوله : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً } [ الكهف : 98 ].
ومثل ذلك قوله : { وكان وعداً مفعولا } أي معمولاً ومنفذاً .
وإضافة { وعد } إلى { أولاهما } بيانية ، أي الموعود الذي هو أولى المرتين من الإفساد والعلو .
والبعث مستعمل في تكوين السير إلى أرض إسرائيل وتهيئة أسبابه حتى كأن ذلك أمر بالمسير إليهم كما مر في قوله : { ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب } في سورة [ الأعراف : 167 ] ، وهو بعث تكوين وتسخير لا بعث بوحي وأمر .
وتعدية { بعثنا } بحرف الاستعلاء لتضمينه معنى التسليط كقوله : { ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب } [ الأعراف : 167 ].
والعِباد : المملوكون ، وهؤلاء عباد مخلوقية ، وأكثر ما يقال : عباد الله . ويقال : عَبيد ، بدون إضافة ، نحو { وما ربك بظلام للعبيد } [ فصلت : 46 ] ، فإذا قصد المملوكون بالرق قيل : عَبيد ، لا غير . والمقصود بعباد الله هنا الأشوريون أهل بابل وهم جنود بختنصر .
والبأس : الشوكة والشدة في الحرب . ووصفه بالشديد لقوته في نوعه كما في آية سورة سليمان [ النمل : 33 ] : { قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد . } وجملة { فجاسوا } عطف على { بعثنا } فهو من المقضي في الكتاب . والجوس : التخلل في البلاد وطرقها ذهاباً وإياباً لتتبع ما فيها . وأريد به هنا تتبّع المقاتلة فهو جوس مضرة وإساءة بقرينة السياق .
و ( خلال ) اسم جاء على وزن الجموع ولا مفرد له ، وهو وسط الشيء الذي يتخلل منه . قال تعالى : { فترى الودق يخرج من خلاله } [ الروم : 48 ].
والتعريف في الديار } تعريف العهد ، أي دياركم ، وذلك أصل جعل ( ال ) عوضاً عن المضاف إليه . وهي ديار بلد أورشليم فقد دخلها جيش بختنصر وقتل الرجال وسبى ، وهدم الديار ، وأحرق المدينة وهيكل سليمان بالنار . ولفظ ( الديار ) يشمل هيكل سليمان لأنه بيت عبادتهم ، وأسر كل بني إسرائيل وبذلك خلت بلاد اليهود منهم . ويدل لذلك قوله في الآية الآتية : { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة }.
المصدر : إعراب : فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا