إعراب الآية 5 من سورة المجادلة - إعراب القرآن الكريم - سورة المجادلة : عدد الآيات 22 - - الصفحة 542 - الجزء 28.
(إِنَّ الَّذِينَ) إن واسمها (يُحَادُّونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة (اللَّهَ) لفظ الجلالة مفعول به (وَرَسُولَهُ) معطوف على ما قبله، (كُبِتُوا) ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
(كَما كُبِتَ) الكاف حرف جر وتشبيه وما مصدرية وماض مبني للمجهول (الَّذِينَ) نائب فاعل (مِنْ قَبْلِهِمْ) متعلقان بمحذوف صلة الموصول والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف (وَقَدْ) حرف تحقيق (أَنْزَلْنا آياتٍ) ماض وفاعله ومفعوله (بَيِّناتٍ) صفة آيات والجملة حال (وَلِلْكافِرِينَ) خبر مقدم (عَذابٌ) مبتدأ مؤخر (مُهِينٌ) صفة عذاب والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)
{ إِنَّ الذين يُحَآدُّونَ الله وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الذين مِن قَبْلِهِمْ }
لما جرى ذكر الكافرين وجرى ذكر حدود الله وكان في المدينة منافقون من المشركين نقل الكلام إلى تهديدهم وإيقاظ المسلمين للاحتراز منهم .
والمحادَّة : المشاقَّة والمعاداة ، وقد أوثر هذا الفعل هنا لوقوع الكلام عقب ذكر حدود الله ، فإن المحادة مشتقّة من الحد لأن كل واحد من المتعاديَين كأنّه في حَدّ مخالف لحدّ الآخر ، مثل ما قيل أن العداوة مشتقة من عُدْوَة الوادي لأن كلاً من المتعاديَين يشبه من هو من الآخر في عُدوة أخرى .
وقيل : اشتقت المشاقّة من الشقة لأن كلاً من المتخالفين كأنه في شقة غير شقة الآخر .
والمراد بهم الذين يُحَادُون رسول الله صلى الله عليه وسلم المرسَلَ بدين الله فمحادته محادة لله .
والكبت : الخزي والإِذلالُ وفعل { كبتوا } مستعمل في الوعيد أي سيكبَتون ، فعبّر عنه بالمضيّ تنبيهاً على تحقيق وقوعه لصدوره عمّن لا خلاف في خبره مثل { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] ولأنه مُؤيِّدٌ بتنظيره بما وقع لأمثالهم . وقرينة ذلك تأكيد الخبر ب { إنّ } لأن الكلام لو كان إخباراً عن كبت وقع لم يكن ثم مقتضى لتأكيد الخبر إذ لا ينازع أحد فيما وقع ، ويزيد ذلك وضوحاً قوله : { كما كبت الذين من قبلهم } يعني الذين حادُّوا الله في غزوة الخندق . وتقدم ذكرها في سورة الأحزاب . وما كان من المنافقين فيها فالمراد بصلة { من قبلهم } من كان من قبلهم من أهل النفاق وهم يعرفونهم .
{ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ ءايات } .
معترضة بين جملة { إن الذين يحادون الله ورسوله } وجملة { وللكافرين عذاب مهين } أي لا عذر لهم في محادّة الله ورسوله فإن مع الرسول صلى الله عليه وسلم آيات القرآن بيّنة على صدقه .
{ بينات وللكافرين عَذَابٌ } .
عطف على جملة { كبتوا كما كبت الذين من قبلهم } ، أي لهم بعد الكبت عذاب مهين في الآخرة .
وتعريف ( الكافرين ) تعريف الجنس ليستغرق كل الكافرين .
ووصف عذابهم بالمهين لمناسبة وعيدهم بالكبت الذي هو الذل والإِهانة .
المصدر : إعراب : إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد