القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 54 سورة فصلت - ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط

سورة فصلت الآية رقم 54 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 54 من سورة فصلت - إعراب القرآن الكريم - سورة فصلت : عدد الآيات 54 - - الصفحة 482 - الجزء 25.

﴿ أَلَآ إِنَّهُمۡ فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَآ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطُۢ ﴾
[ فصلت: 54]

﴿ إعراب: ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 54 - سورة فصلت

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)

تذييلان للسورة وفذلكتان افتتحا بحرف التنبيه اهتماماً بما تضمناه . فأما التذييل الأول فهو جُماع ما تضمنته السورة من أحوال المشركين المعاندين إذ كانت أحوالهم المذكورة فيها ناشئة عن إنكارهم البعث فكانوا في مأمن من التفكير فيما بعد هذه الحياة ، فانحصرت مساعيهم في تدبير الحياة الدّنيا وانكبُّوا على ما يعود عليهم بالنفع فيها . وضمير { إنهم } عائد إليهم كما عاد ضمير الجمع في { سنريهم } [ فصلت : 53 ] .

وأما التذييل الثاني فهو جامع لكل ما تضمنته السورة من إبطاللٍ لأقوالهم وتقويممٍ لاعوجاجهم ، لأن ذلك كله من آثار علم الله تعالى بالغيب والشهادة . وتأكيد الجملتين بحرف التأكيد مع أن المخاطب بهما لا يشكّ في ذلك لقصد الاهتمام بهما واستدعاء النّظر لاستخراج ما تحويانه من المعاني والجزئيات .

والمرية بكسر الميم وهو الأشهر فيها واتفقت عليه القراءات المتواترة ، وبكسر الميم وهو لغة مثل : خِفْية وخُفية . والمرية : الشك . وحرف الظرفية مستعار لتمكن الشك بهم حتى كأنّهم مظروفون فيه و { مِنْ } ابتدائية وتعدى بها أفعال الشك إلى الأمر المشكوك فيه بتنزيل متعلق الفعل منزلة مثار الفعل بتشبيه المفعول بالمَنشإ كأن الشك جاء من مكان هو المشكوك فيه .

وفي تعليقه بذات الشيء مع أن الشك إنما يتعلق بالأحكام مبالغة على طريقة إسناد الأمور إلى الأعيان والمرادُ أوصافها ، فتقدير { في مرية من لقاء ربهم } : في مرية من وقوع لقاء ربّهم وعدممِ وقوعه كقوله تعالى : { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا } [ البقرة : 23 ] أي في ريب من كونه منزلاً . وأطلق الشك على جزمهم بعدم وقوع البعث لأن جزمهم خلي عن الدّليل الذي يقتضيه ، فكان إطلاق الشك عليه تعريضاً بهم بأن الأوْلى بهم أن يكونوا في شك على الأقل .

ووصف الله بالمحيط مجاز عقلي لأن المحيط بكل شيء هو علمه فأسندت الإحاطة إلى اسم الله لأن ( المحيط ) صفة من أوصافه وهو العلم .

وبهاتين الفذلكتين آذن بانتهاء الكلام فكان من براعة الختام .

قراءة سورة فصلت

المصدر : إعراب : ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط