
إعراب الآية 57 من سورة مريم - إعراب القرآن الكريم - سورة مريم : عدد الآيات 98 - - الصفحة 309 - الجزء 16.
(وَرَفَعْناهُ) الواو عاطفة وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة (مَكاناً) ظرف مكان متعلق برفعناه (عَلِيًّا) صفة لمكانا.
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ( 57 )
وقوله ورفعناه مكاناً علياً وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } قال جماعة من المفسرين هو رفع مجازي .
والمراد : رفع المنزلة ، لما أوتيه من العلم الذي فاق به على من سلفه .
ونقل هذا عن الحسن .
وقال به أبو مسلم الأصفهاني .
وقال جماعة : هو رفع حقيقي إلى السماء ، وفي الإصحاح الخامس من سفر التكوين «وسار أخنوخ مع الله ولم يُوجد لأنّ الله أخذه» ، وعلى هذا فرفعه مثل رفع عيسى عليه السلام .
والأظهر أن ذلك بعد نزع روحه وروْحنة جثته .
ومما يذكر عنه أنّه بقي ثلاث عشرة سنة لا ينام ولا يأكل حتى تَرَوْحَن ، فرفع .
وأما حديث الإسراء فلا حجة فيه لهذا القول لأنه ذكر فيه عدة أنبياء غيره وجدوا في السماوات .
ووقع في حديث مالك بن صعصعة عن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات أنه وجد إدريس عليه السلام في السماء وأنه لمّا سلّم عليه قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
فأخذ منه أنّ إدريس عليه السلام لم تكن له ولادةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم لأنّه لم يقل له والابن الصالح ، ولا دليل في ذلك لأنه قد يكون قال ذلك اعتباراً بأخوّة التوحيد فرجحها على صلة النسب فكان ذلك من حكمته .
على أنّه يجوز أن يكون ذلك سهواً من الراوي فإن تلك الكلمة لم تثبت في حديث جابر بن عبدالله في «صحيح البخاري» .
وقد جزم البخاري في أحاديث الأنبياء بأن إدريس جد نوح أو جدّ أبيه .
وذلك يدلّ على أنّه لم ير في قوله «مرحباً بالأخ الصالح» ما يُنافي أن يكون أباً للنبيء صلى الله عليه وسلم
المصدر : إعراب : ورفعناه مكانا عليا