إعراب الآية 58 من سورة الزمر - إعراب القرآن الكريم - سورة الزمر : عدد الآيات 75 - - الصفحة 465 - الجزء 24.
(أَوْ) حرف عطف (تَقُولَ) مضارع فاعله مستتر (حِينَ) ظرف زمان والجملة معطوفة على ما قبلها (تَرَى) مضارع فاعله مستتر (الْعَذابَ) مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة (لَوْ) شرطية غير جازمة (أَنَّ) حرف مشبه بالفعل (لِي) جار ومجرور خبر مقدم (كَرَّةً) اسمها المؤخر وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف (فَأَكُونَ) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة واسمها ضمير مستتر (مِنَ الْمُحْسِنِينَ) متعلقان بمحذوف خبر أكون والمصدر المؤول معطوف على كرة.
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
وأما قولها : { حين ترى العذاب لو أنَّ لي كَرَّة } فهو تمنّ محض . و { لو } فيه للتمني ، وانتصب { فأكون } على جواب التمنّي .
والكرة : الرِّجعة . وتقدم في قوله : { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } في سورة [ الشعراء : 102 ] ، أي كَرة إلى الدنيا فأُحْسِن ، وهذا اعتراف بأنها علمت أنها كانت من المسيئين . وقد حُكي كلام النفس في ذلك الموقف على ترتيبه الطبيعي في جَوَلانه في الخاطر بالابتداء بالتحسر على ما أوقعت فيه نفسها ، ثم بالاعتذار والتنصل طمعاً أن ينجيها ذلك ، ثم بتمنيّ أن تعود إلى الدنيا لتعمل الإِحسان كقوله تعالى : { قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } [ المؤمنون : 99 ، 100 ] . فهذا الترتيب في النظم هو أحكم ترتيب ولو رتب الكلام على خلافه لفاتت الإِشارة إلى تولد هذه المعاني في الخاطر حينما يأتيهم العذاب ، وهذا هو الأصل في الإِنشاء ما لم يوجد ما يقتضي العدولَ عنه كما بينتُه في كتاب «أصول الإِنشاء والخطابة»
المصدر : إعراب : أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين