إعراب الآية 6 من سورة الحج - إعراب القرآن الكريم - سورة الحج : عدد الآيات 78 - - الصفحة 333 - الجزء 17.
(ذلِكَ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (بِأَنَّ اللَّهَ) أن ولفظ الجلالة اسمها وجملتها المؤولة بالمصدر في محل جر متعلقان بمحذوف تقديره شاهد (هُوَ) مبتدأ (الْحَقُّ) خبر والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن (وَأَنَّهُ) الواو عاطفة وأن واسمها والجملة معطوفة (يُحْيِ) مضارع مرفوع والفاعل مستتر (الْمَوْتى) مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر والجملة خبر أن (وَأَنَّهُ) إعرابها كسابقتها والجملة معطوفة مثلها على ما سبق (عَلى كُلِّ) متعلقان بقدير (شَيْءٍ) مضاف إليه (قَدِيرٌ) خبر أن المرفوع
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) فذلكة لما تقدم ، فالجملة تذييل .
والإشارة ب { ذلك } إلى ما تقدم من أطوار خلق الإنسان وفنائه ، ومن إحياء الأرض بعد موتها وانبثاق النبت منها .
وإفراد حرف الخطاب المقترن باسم الإشارة لإرادة مخاطب غير معيّن على نسق قوله { وترى الأرض هامدة } [ الحج : 5 ] على أن اتصال اسم الإشارة بكاف خطاب الواحد هو الأصل .
والمجرور خبر عن اسم الإشارة ، أي ذلك حصل بسبب أن الله هو الحق الخ . . . والباء للسببية فالمعنى : تَكوّن ذلك الخلق من تراب وتطَور ، وتكوّن إنزال الماء على الأرض الهامدة والنبات البهيج بسبب أنّ الله هو الإله الحق دون غيره . ويجوز أن تكون الباء للملابسة ، أي كان ذلك الخلق وذلك الإنبات البهيج ملابساً لحقيّة إلهيّة الله . وهذه الملابسة ملابسة الدليل لمدلوله ، وهذا أرشق من حمل الباء على معنى السببية وهو أجمع لوجوه الاستدلال .
والحق : الثابت الذي لا مراء فيه ، أي هو الموجود . والقصر إضافي ، أي دون غيره من معبوداتكم فإنها لا وجود لها ، قال تعالى : { إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } [ الحج : 23 ] وهذا الاستدلال هو أصل بقية الأدلة لأنه نقضٌ للشرك الذي هو الأصل لجميع ضلالات أهله كما قال تعالى : { إنما النسيء زيادة في الكفر } [ التوبة : 37 ].
وأما بقية الأمور المذكورة بعد قوله { ذلك بأن الله هو الحق } ، فهي لبيان إمكان البعث .
ووجه كون هذه الأمور الخمسة المعدودة في هذه الآية ملابسة لأحوال خلق الإنسان وأحوال إحياء الأرض أن تلك الأحوال دالة على هذه الأمور الخمسة : إما بدلالة المسبب على السبب بالنسبة إلى وجود الله وإلى ثبوت قدرته على كل شيء ، وإما بدلالة التمثيل على الممثَّل والواقععِ على إمكان نظيره الذي لم يقع بالنسبة إلى إحياء الله الموتى
المصدر : إعراب : ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحى الموتى وأنه على كل شيء