إعراب الآية 67 من سورة العنكبوت - إعراب القرآن الكريم - سورة العنكبوت : عدد الآيات 69 - - الصفحة 404 - الجزء 21.
(أَوَلَمْ يَرَوْا) الهمزة حرف استفهام إنكاري والواو حرف استئناف ومضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها.
(أَنَّا) أن واسمها (جَعَلْنا حَرَماً) ماض وفاعله ومفعوله (آمِناً) صفة حرما والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها مفعول به (وَيُتَخَطَّفُ) الواو حالية ومضارع مبني للمجهول (النَّاسُ) نائب فاعل (مِنْ حَوْلِهِمْ) متعلقان بالفعل والجملة حال.
والهمزة حرف استفهام إنكاري (أَفَبِالْباطِلِ) الفاء حرف استئناف (بالباطل) متعلقان بما بعدهما (يُؤْمِنُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها (وَ) الواو حرف عطف (بِنِعْمَةِ اللَّهِ) متعلقان بيكفرون ولفظ الجلالة مضاف إليه (يَكْفُرُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)
هذا تذكير خاص لأهل مكة وإنما خُصُّوا من بين المشركين من العرب لأن أهل مكة قدوة لجميع القبائل؛ ألا ترى أن أكثر قبائل العرب كانوا ينتظرون ماذا يكون من أهل مكة فلما اسلم أهل مكة يومَ الفتح أقبلت وفود القبائل معلنة إسلامهم . والجملة معطوفة على جملة { فإِذَا رَكبوا فِي الفُلك دَعُوا الله } [ العنكبوت : 65 ] باعتبار ما اشتملت عليه تلك الجملة من تقريعهم على كفران نعم الله تعهالى ، ولذلك عقبت هذه الجملة بقولة { وبنعمة الله يكفرون } والاستفهام إِ ، كاري ، وجعلت نعمة أمن بلدهم كالشيء المشاهد فأنكر عليهم عدم رؤيته ، فقوله { أنا جعلنا حرماً آمناً } مفعول { يَرُوا } ومعنى هذه الآية يعلم مما تقدم عند الكلام على قوله تعالى : { وَقَالُوا إنْ نَتَّبِعْ الهُدَى معَكَ نُتخَطَّفْ من أرْضِنَا أوَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حرَماً آمِناً } في سورة [ القصص : 57 ] ، وقد كان أهل مكة في بحبوحة من الأمن وكان غيرهم من القبائل حول مكة وما بعدُ منها يغزو بعضهم بعضاً ويتغاورون ويتناهون ، وأهل مكة آمنون لا يعدو عليهم أحد مع قتلهم ، فذكرهم الله هذه النعمة عليهم والباطل : هو الشرك كما تقدم عند قوله تعالى { والذين آمنوا بالباطل } في هذه السورة العنكبوت [ 52 ] . و ( نِعْمَةَ الله ) المراد بها الجنس الذي منه إنجاؤهم من الغرق وما عداه من النِعم المحسوسة المعروفة ، ومن النِعم الخفية التي لو تأملوا لأدركوا عظمها ، ومنها نعمة الرسالة المحمدية . والمضارع في المواضع الثلاثة دال على تجدّد الفعل .
المصدر : إعراب : أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل