إعراب الآية 74 من سورة طه - إعراب القرآن الكريم - سورة طه : عدد الآيات 135 - - الصفحة 316 - الجزء 16.
(إِنَّهُ) إن واسمها (مَنْ) اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ (يَأْتِ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وفاعله مستتر وهو فعل الشرط (رَبَّهُ) مفعول به والهاء مضاف إليه (مُجْرِماً) حال وجملة من خبر إن وجملتا الشرط والجواب خبر من (فَإِنَّ) الفاء رابطة للجواب (إن) حرف مشبه بالفعل (لَهُ) متعلقان بالخبر المقدم (جَهَنَّمَ) اسمها المؤخر والجملة في محل جزم جواب الشرط واقترن الجواب بالفاء الرابطة للجواب لأن جملة الجواب جملة اسمية (لا يَمُوتُ) لا نافية والمضارع فاعله مستتر (فِيها) متعلقان بيموت والجملة حالية (وَلا يَحْيى) الواو عاطفة ولا نافية ويحيا مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره والفاعل مستتر والجملة معطوفة.
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) هذه الجمل معترضة بين حكاية قصة السحرة وبين ذكر قصّة خروج بني إسرائيل ، ساقها الله موعظة وتأييداً لمقالة المؤمنين من قوم فرعون . وقيل : هي من كلام أولئك المؤمنين . ويبعده أنه لم يحك نظيره عنهم في نظائر هذه القصّة .
والمجرم : فاعل الجريمة ، وهي المعصية والفعل الخبيث . والمجرم في اصطلاح القرآن هو الكافر ، كقوله تعالى : { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون } [ المطففين : 29 ].
واللام في { لَهُ جَهَنَّمَ } لامُ الاستحقاق ، أي هو صائر إليها لا محالة ، ويكون عذابه متجدّداً فيها؛ فلا هو ميت لأنّه يُحِس بالعذاب ولا هو حيّ لأنه في حَالةٍ الموتُ أهون منها ، فالحياة المنفية حياة خاصة وهي الحياة الخالصة من العذاب والآلام . وبذلك لم يتناقض نفيها مع نفي الموت ، وهو كقول عبّاس بن مرداس :
وقد كنتُ في الحرب ذَا تُدْرَإٍ ... فلم أُعْطَ شيئاً ولم أُمنع
وليس هذا من قبيل قوله { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } [ البقرة : 68 ] ولا قوله { زيتونة لا شرقية ولا غربية } [ النور : 35 ].
وأما خلود غير الكافرين في النّار من أهل الكبائر فإن قوله { لا يَمُوتُ فِيهَا ولا يحيى } جعلها غير مشمولة لهذه الآية . ولها أدلّة أخرى اقتضت خلود الكافر وعدم خلود المؤمن العاصي . ونازَعَنَا فيها المعتزلة والخوارج . وليس هذا موضع ذكرها وقد ذكرناها في مواضعها من هذا التفسير .
المصدر : إعراب : إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا