إعراب الآية 74 من سورة الأعراف - إعراب القرآن الكريم - سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - - الصفحة 160 - الجزء 8.
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ) تقدم إعرابها في الآية 69 (وَبَوَّأَكُمْ) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده (فِي الْأَرْضِ). والكاف مفعوله والفاعل ضمير مستتر والجملة معطوفة على جملة جعلكم، (تَتَّخِذُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله.
(مِنْ سُهُولِها) جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من قصورا، كان صفة فلما تقدم صار حالا (قُصُوراً) مفعول به، والجملة في محل نصب حال.
(وَتَنْحِتُونَ) فعل مضارع وفاعله.
(الْجِبالَ) مفعول به أول.
(بُيُوتاً) مفعول به ثان. أو الجبال منصوب بنزع الخافض أي من الجبال... والجملة معطوفة.
(فَاذْكُرُوا) فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله والفاء هي الفصيحة.
(آلاءَ) مفعوله.
(اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم إذا كان ذلك حقا...
(وَلا تَعْثَوْا) مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل.
(فِي الْأَرْضِ) متعلقان بمحذوف حال من مفسدين بعدهما.
(مُفْسِدِينَ) حال منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والجملة معطوفة على ما قبلها.
يجوز أن يكون عطفاً على قوله : { اعبدوا الله } [ الأعراف : 73 ] وأن يكون عطفاً على قوله : { فذروها تأكل في أرض الله } [ الأعراف : 73 ] إلخ . والقول فيه كالقول في قوله : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف : 69 ].
{ وبوأكم } معناه أنزلكم ، مشتق من البَوْء وهو الرّجوع ، لأنّ المرء يرجع إلى منزله ومسكنه ، وتقدّم في سورة آل عمران ( 121 ) ، { تُبَوّىءُ المؤمنين مَقاعد للقتال } وقوله : { في الأرض } يجوز أن يكون تعريفُ الأرض للعهد ، أي في أرضكم هذه ، وهي أرض الحِجر ، ويجوز أن يكون للجنس لأنّه لما بوأهم في أرض معيّنة فقد بَوّأهم في جانب من جوانب الأرض .
و«السّهول» جمع سهل ، وهو المستوي من الأرض ، وضدّه الجبل .
والقصور : جمع قصر وهو المسكن ، وهذا يدلّ على أنّهم كانوا يشيّدون القصور ، وآثارُهم تنطق بذلك .
و ( مِنْ ) في قوله : { من سهولها } للظرفيّة ، أي : تتّخذون في سهولها قصوراً .
والنّحت : بَرْي الحَجَر والخَشَب بآلة على تقدير مخصوص .
والجبال : جمع جبل وهو الأرض النّاتئة على غيرها مرتفعة ، والجبال : ضدّ السّهول .
والبيوت : جمع بيت وهو المكان المحدّد المتّخذ للسكنى ، سواء كان مبنياً من حجر أم كان من أثواب شعرٍ أو صوففٍ . وفعل النّحت يتعلّق بالجبال لأنّ النّحت يتعلّق بحجارة الجبال ، وانتصب { بيوتاً } على الحال من الجبال ، أي صائرة بعد النّحت بيوتاً ، كما يقال : خِطْ هذا الثّوب قميصاً ، وابْرِ هذه القصبة قَلماً ، لأنّ الجبل لا يكون حاله حال البيوت وقت النّحت ، ولكن يصير بيوتاً بعد النّحت .
ومحلّ الامتنان هو أن جعل منازلهم قسمين : قسم صالح للبناء فيه ، وقسم صالح لنحت البيوت ، قيل : كانوا يسكنون في الصّيف القصور ، وفي الشّتاء البيوتَ المنحوتة في الجبال .
وتفريع الأمر بذِكْر آلاءِ الله على قوله : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } تفريع الأعم على الأخصّ ، لأنّه أمَرهم بذكر نعمتين ، ثمّ أمرهم بذكر جميع النّعم التي لا يحصونها ، فكان هذا بمنزلة التّذييل .
وفعل : { اذكروا } مشتقّ من المصدر ، الذي هو بضمّ الذّال ، وهو التذَكَّر بالعقل والنّظر النّفساني ، وتذكّر الآلاء يبعث على الشّكر والطّاعة وترك الفساد ، فلذلك عطف نهيهم عن الفساد في الأرض على الأمر بذكر آلاء الله .
{ ولا تعثوا } معناه ولا تفسدوا ، يقال : عَثِيَ كَرضِي ، وهذا الأفصح ، ولذلك جاء في الآية بفتح الثّاء حين أسند إلى واو الجماعة ، ويقال عَثا يعثو من باب سَما عثواً وهي لغة دون الأولى ، وقال كراع ، كأنّه مقلوب عاث . والعَثْيُ والعَثْو كلّه بمعنى أفسد أشدّ الإفساد .
ومفسدين حال مؤكّدة لمعنى { تعثوا } وهو وإن كان أعمّ من المؤكَّد فإنّ التّأكيد يحصل ببعض معنى المؤكَّد .
المصدر : إعراب : واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من