القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 75 سورة الأعراف - قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون

سورة الأعراف الآية رقم 75 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 75 من سورة الأعراف - إعراب القرآن الكريم - سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - - الصفحة 160 - الجزء 8.

﴿ قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ لِمَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُمۡ أَتَعۡلَمُونَ أَنَّ صَٰلِحٗا مُّرۡسَلٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلَ بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ﴾
[ الأعراف: 75]

﴿ إعراب: قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون ﴾

(قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) ينظر في إعرابها الآية 66.

(لِلَّذِينَ) اللام حرف جر، الذين اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قال.

(اسْتُضْعِفُوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعل. والجملة صلة الموصول لا محل لها.

(لِمَنْ) اللام حرف جر، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام، والجار والمجرور بدل من للذين قبلهما.

(آمَنَ) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من.

(مِنْهُمْ) متعلقان بالفعل آمن والجملة صلة الموصول.

(أَتَعْلَمُونَ) فعل مضارع والواو فاعله، والهمزة للاستفهام والجملة مقول القول.

(أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ) أن واسمها وخبرها، وهما في تأويل مصدر مسد مفعولي علم.

(مِنْ رَبِّهِ) متعلقان باسم المفعول مرسل.

(قالُوا) جملة مستأنفة.

(إِنَّا) إن واسمها.

(بِما) متعلقان بالفعل.

(أُرْسِلَ) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره هو.

(بِهِ) متعلقان بأرسل والجملة صلة الموصول. والجملة الاسمية إنا... مؤمنون مفعول به بعد القول.

(بِهِ) متعلقان بالخبر (مُؤْمِنُونَ) خبر.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 75 - سورة الأعراف

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

عَدَل الملأُ الّذين استكبروا عن مجادلة صالح عليه السّلام إلى اختبار تصلّب الذين آمنوا به في إيمانهم ، ومحاولة إلقاء الشكّ في نفوسهم ، ولما كان خطابهم للمؤمنين مقصوداً به إفساد دعوة صالح عليه السلام كان خطابهم بمنزلة المحاورة مع صالح عليه السّلام ، فلذلك فصلت جملة حكاية قولهم على طريقة فصْل جُمل حكاية المحاورات ، كما قدّمناه غير مرّة آنفاً وفيما مضى .

وتقدّم تفسير الملأ قريباً .

ووَصْفُهم بالذين استكبروا هنا لتفظيع كبرهم وتعاظمهم على عامة قومهم واستذلالهم إياهم . وللتّنبيه على أنّ الذين آمنوا بما جاءهم به صالح عليه السلام هم ضعفاء قومه .

واختيار طريق الموصولية في وصفهم ووصففِ الآخرين بالذين استضعفوا لما تُومىء إليه الصّلة من وجه صدور هذا الكلام منهم ، أي أن اسكبارهم هو صارفهم عن طاعة نبيئهم ، وأنّ احتقارهم المؤمنين هو الذي لم يُسغ عندهم سبقَهم إياهم إلى الخير والهدى ، كما حكى عن قوم نوح قولهم : { وما نراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلنا باديَ الرأي وما نرى لكم علينا من فضل } [ هود : 27 ] وكما حكى عن كفّار قريش بقوله : { وقال الذين كفروا للّذين آمنوا لو كان خيراً مَا سبقونا إليه وإذْ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } [ الأحقاف : 11 ] ، ولهذا لم يوصفوا بالكفر كما وصف به قوم هود .

والذين استُضعفوا هم عامّة النّاس الذين أذلّهم عظماؤهم واستعبدوهم لأنّ زعامة الذين استكبروا كانت قائمة على السّيادة الدّنيوية الخلية عن خلال الفضيلة ، من العَدل والرأفة وحبّ الإصلاح ، فلذلك وصف الملأُ بالّذين استكبروا ، وأطلق على العامة وصف الذين استُضعفوا .

واللاّم في قوله : { للذين استضعفوا } لتعدية فعل القول .

وقوله : { لمن آمن منهم } بدل من { للذين استضعفوا } بإعادة حرف الجرّ الذي جرّ بمثله المبدل منه .

والاستفهام في { أتعلمون } للتشكيك والإنكار ، أي : ما نظنّكم آمنتم بصالححٍ عليه السّلام عن علم بصدقه ، ولكنّكم اتَّبعتموه عن عمى وضلال غير موقنين ، كما قال قوم نوح عليه السّلام : { وما نَراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلنا بادي الرأي } [ هود : 27 ] وفي ذلك شَوب من الاستهزاء .

وقد جيء في جواب { الذين استضعفوا } بالجملة الاسميّة للدّلالة على أنّ الإيمان متمكّن منهم بمَزيد الثّبات ، فلم يتركوا للذين استكبروا مطمعاً في تشكيكهم ، بلْه صرفهم عن الإيمان برسولهم .

وأكّد الخبر بحرف ( إنّ ) لإزالة ما توهّموه من شكّ الذين استكبروا في صحّة إيمانهم ، والعدول في حكاية جواب الذين استضعفوا عن أن يكون بنعم إلى أن يكون بالموصول صلته لأن الصلة تتضمن إدماجاً بتصديقهم بما جاء به صالح من نحو التوحيد وإثبات البعث ، والدلالة على تمكنهم من الإيمان بذلك كله بما تفيده الجملة الاسمية من الثبات والدوام وهذا من بليغ الايجاز المناسب لكون نسج هذه الجملة من حكاية القرآن لا من المحكي من كلامهم إذ لا يظن أن كلامهم بلغ من البلاغة هذا المبلغ ، وليس هو من الأسلوب الحكيم كما فهمه بعض المتأخرين .

قراءة سورة الأعراف

المصدر : إعراب : قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون