إعراب الآية 75 من سورة غافر - إعراب القرآن الكريم - سورة غافر : عدد الآيات 85 - - الصفحة 475 - الجزء 24.
(ذلِكُمْ) مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (بِما) متعلقان بخبر محذوف (كُنْتُمْ) ماض ناقص واسمه والجملة صلة (تَفْرَحُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كنتم (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بتفرحون (بِغَيْرِ) متعلقان بحال محذوفة (الْحَقِّ) مضاف إليه (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) معطوف على ما قبله.
ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) وقوله : { ذلكم بما كنتم تفرحون } تكملة القيل الذي يقال لهم حينَ إِذْ الإِغلالُ في أعناقهم . والإِشارة إلى ما هم فيه من العذاب . و ( مَا ) في الموضعين مصدرية ، أي ذلكم مسبب على فرحكم ومرحكم اللذين كانا لكم في الدنيا ، والأرض : مطلقة على الدنيا .
والفرح : المسرة ورضى الإِنسان على أحواله ، فهو انفعال نفساني . والمرح ما يَظهر على الفارح من الحركات في مشيه ونظره ومعاملته مع الناس وكلامه وتكبره فهو هيئة ظاهرية .
و { بِغَيْرِ الحَقِّ } يتنازعه كل من { تفرحون } و { تمرحون } أي تفرحون بما يسركم من الباطل وتزدهون بالباطل فمن آثار فرحهم بالباطل تطاولُهم على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المرح بالباطل استهزاؤهم بالرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، قال تعالى : { وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين } [ المطففين : 30 ، 31 ] . فالفرح كلما جاء منهياً عنه في القرآن فالمراد به هذا الصنف منه ، كقوله تعالى : { إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب الفرحين } [ القصص : 76 ] لا كلُّ فَرح ، فإن الله امتنّ على المؤمنين بالفرح في قوله : { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللَّه } [ الروم : 4 ، 5 ] . وبين { تفرحون وتمرحون } الجناس المحرَّف .
المصدر : إعراب : ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون