القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 8 سورة التغابن - فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنـزلنا والله بما تعملون خبير

سورة التغابن الآية رقم 8 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 8 من سورة التغابن - إعراب القرآن الكريم - سورة التغابن : عدد الآيات 18 - - الصفحة 556 - الجزء 28.

﴿ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴾
[ التغابن: 8]

﴿ إعراب: فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنـزلنا والله بما تعملون خبير ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 8 - سورة التغابن

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)

من جملة القول المأمور رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقوله .

والفاء فصيحة تفصح عن شرط مقدّر ، والتقدير : فإذا علمتم هذه الحجج وتذكّرتم ما حلّ بنظرائكم من العقاب وما ستَنبّؤونَ به من أعمالكم فآمنوا بالله ورسوله والقرآن ، أي بنصه .

والمراد بالنور الذي أنْزَل الله ، القرآن ، وُصف بأنه نور على طريقة الاستعارة لأنه أشبه النور في إيضاح المطلوب باستقامة حجته وبلاغة كلامه قال تعالى : { وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } [ النساء : 174 ] . وأشبه النور في الإِرشاد إلى السلوك القويم وفي هذا الشبه الثاني تشاركه الكتب السماوية ، قال تعالى : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } [ المائدة : 44 ] ، وقرينة الاستعارة قوله : { الذي أنزلنا } ، لأنه من مناسبات المشبَّه لاشتهار القرآن بين الناس كلهم بالألقاب المشتقة من الإِنزال والتنزيل عَرَف ذلك المسلمون والمعاندون . وهو إنزال مجازي أريد به تبليغ مراد الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تقدم عند قوله تعالى : { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } في سورة البقرة ( 4 ) وفي آيات كثيرة .

وإنما جعل الإِيمان بصدق القرآن داخلاً في حيّز فاء التفريع لأن ما قبل الفاء تضمن أنهم كذبوا بالقرآن من قوله : { ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا } [ التغابن : 6 ] كما قال المشركون من أهل مكة ، والإِيمان بالقرآن يشمل الإِيمان بالبعث فكان قوله تعالى : { والنور الذي أنزلنا } شاملاً لما سبق الفاء من قوله : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا } [ التغابن : 7 ] الخ .

وفي قوله : { الذي أنزلنا } التفات من الغيبة إلى المتكلم لزيادة الترغيب في الإِيمان بالقرآن تذكيراً بأنه منزل من الله لأن ضمير التكلم أشد دلالة على معاده من ضمير الغائب ، ولتقوية داعي المأمور .

وجملة { والله بما تعملون خبير } تذييل لجملة { فآمنوا بالله ورسوله } يقتضي وعداً إنْ آمنوا ، ووعيداً إن لم يؤمنوا .

وفي ذكر اسم الجلالة إظهار في مقام الإِضمار لتكون الجملة مستقلة جارية مجرى المثل والكلممِ الجوامع ، ولأن الاسم الظاهر أقوى دلالة من الضمير لاستغنائه عن تطلب المعاد . وفيه من تربيَة المهابة ما في قول الخليفة «أمير المؤمنين يأمركم بكذا» .

والخبير : العَليم ، وجيء هنا بصفة «الخبير» دون : البصير ، لأن ما يعلمونه منه محسوسات ومنه غير محسوسات كالمعتقدات ، ومنها الإِيمان بالبعث ، فعُلق بالوصف الدال على تعلق العلم الإلهي بالموجودات كلها ، بخلاف قوله فيما تقدم { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير } [ التغابن : 2 ] فإن لكفر الكافرين وإيمان المؤمنين آثاراً ظاهرة محسوسة فعلقت بالوصف الدال على تعلق العلم الإلهي بالمحسوسات .

قراءة سورة التغابن

المصدر : إعراب : فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنـزلنا والله بما تعملون خبير