إعراب الآية 92 من سورة طه - إعراب القرآن الكريم - سورة طه : عدد الآيات 135 - - الصفحة 318 - الجزء 16.
(قالَ) الجملة مستأنفة (يا هارُونُ) يا أداة نداء ومنادى والجملة في محل نصب مفعول به لقال (ما) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (مَنَعَكَ) ماض فاعله مستتر والكاف مفعول به والجملة خبر ما (إِذْ) ظرف متعلق بمنعك (رَأَيْتَهُمْ) ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة (ضَلُّوا) ماض وفاعل والجملة في محل نصب مفعول به ثان لرأيتهم على أنها قلبية
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) . انتقل موسى من محاورة قومه إلى محاورة أخيه ، فجملة { قَالَ ياهارون } تابعة لجملة { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً } [ طه : 86 ] ، ولجملة { قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } [ طاه : 87 ] وقد وجدت مناسبة لحكاية خطابه هارون بعد أن وقع الفصْل بين أجزاء الحكاية بالجمل المعترضة التي منها جملة { ولقد قال لهم هارون من قبل } [ طه : 90 ] الخ فهو استطراد في خلال الحكاية للإشعار بعذر هارون كما تقدم . ويحتمل أن تكون عطفاً على جملة { ولقد قال لهم هارون } الخ على احتمال كون تلك من حكاية كلام قوم موسى .
علم موسى أن هارون مخصوص من قومه بأنّه لم يعبد العجل ، إذ لا يجوز عليه ذلك لأنّ الرسالة تقتضي العصمة ، فلذلك خصه بخطاب يناسب حاله بعد أن خاطب عموم الأمة بالخطاب الماضي . وهذا خطاب التوبيخ والتهديد على بقائه بين عبدة الصنم .
والاستفهام في قوله { مَا مَنَعَكَ } إنكاري ، أي لا مانع لك من اللحاق بي ، لأنه أقامه خليفة عنه فيهم فلما لم يمتثلوا أمره كان عليه أن يرد الخلافة إلى من استخلفه . و { إذْ رأيْتَهُم } متعلق ب { مَنَعَكَ }. و ( أنْ ) مصدرية ، و ( لا ) حرف نفي . وهي مؤذنة بفعل محذوف يناسب معنى النفي . والمصدر الذي تقتضيه ( أن ) هو مفعول الفعل المحذوف . وأما مفعول { مَنَعَكَ } فمحذوف يدلّ عليه { مَنَعَكَ } ويدل عليه المذكور . والتقدير : ما منَعك أن تتبعني واضطرّك إلى أنْ لا تتبعني ، فيكون في الكلام شِبه احتباك . والمقصود تأكيدُ وتشديدُ التوبيخ بإنكار أن يكون لهارونَ مانع حينئذ من اللحاق بموسى ومقتض لعدم اللحاق بموسى ، كما يقال : وُجد السبب وانتفَى المانع .
ونظيره قوله تعالى : { ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك } في سورة الأعراف ( 12 ) فارجعْ إليه .