إعراب الآية 99 من سورة الأنبياء - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنبياء : عدد الآيات 112 - - الصفحة 330 - الجزء 17.
(لَوْ) حرف شرط غير جازم (كانَ) فعل ماض ناقص (هؤُلاءِ) الها للتنبيه وأولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم كان (آلِهَةً) خبر والجملة ابتدائية لا محل لها (ما) نافية (وَرَدُوها) ماض وفاعل ومفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (وَكُلٌّ) مبتدأ (فِيها) متعلقان بالخبر المؤخر (خالِدُونَ) خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة مستأنفة
لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) وذُيل ذلك بقوله تعالى : { وكل فيها خالدون } أي هم وأصنامهم .
والزفير : النفَس يخرج من أقصى الرئتين لضغط الهواء من التأثر بالغمّ . وهو هنا من أحوال المشركين دون الأصنام . وقرينة معاد الضمائر واضحة .
وعطف جملة { وهم فيها لا يسمعون } اقتضاه قوله { لهم فيها زفير } لأن شأن الزفير أن يُسمع فأخبر الله بأنهم من شدة العذاب يفقِدون السمع بهذه المناسبة .
فالآية واضحة السياق في المقصود منها غنية عن التلفيق .
وقد روى ابن إسحاق في «سيرته» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوماً مع الوليد بن المغيرة في المسجد الحرام فجاء النَضْر بن الحارث فجلس معهم في مجلس من رجال قريش ، فتَلا رسول الله عليهم : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } ثم قام رسول الله وأقبل عبد الله بن الزِبَعْرَى السهمي قبل أن يُسلم فحدثه الوليد بن المغيرة بما جرى في ذلك المجلس فقال عبدالله بن الزِبعْرى : أما والله لو وجدتُه لخصمته ، فاسألوا محمداً أكلُّ ما يعبد من دون الله في جهنم مع مَن عبدوهم؟ فنحن نعبد الملائكة ، واليهودُ تعبد عزيرا ، والنصارى تعبد عيسى ابن مريم .
فحُكِي ذلك لرسول الله ، فقال رسول الله : إن كلّ من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبَده ، إنهم إنما يعبدون الشيطانَ الذي أمرهم بعبادتهم ، فأنزل الله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } [ الأنبياء : 101 ] اه .
المصدر : إعراب : لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون