الذين آمنوا بآياتنا وعملوا بما جاءتهم به رسلهم، وكانوا منقادين لله ربِّ العالمين بقلوبهم وجوارحهم، يقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وقرناؤكم المؤمنون تُنَعَّمون وتُسَرُّون.
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ التي هي دار القرار أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ أي: من كان على مثل عملكم، من كل مقارن لكم، من زوجة، وولد، وصاحب، وغيرهم. تُحْبَرُونَ أي: تنعمون وتكرمون، ويأتيكم من فضل ربكم من الخيرات والسرور والأفراح واللذات، ما لا تعبر الألسن عن وصفه.
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ أى: ونساؤكم المؤمنات تُحْبَرُونَ أى: تسرون وتتلذذون بتلك النعم التي أنعم بها- سبحانه- عليكم.فالمراد بأزواجهم هنا: نساؤهم، لأن في هذه الصحبة تلذذا أكثر، ونعيما أكبر.والإضافة في قوله أَزْواجُكُمْ للاختصاص التام، فتخرج الأزواج غير المؤمنات.ومنهم من يرى أن المراد بقوله وَأَزْواجُكُمْ: نظراؤكم وأشباهكم في الطاعة لله- تعالى-.أى: ادخلوا الجنة أنتم وأشباهكم في الإيمان والطاعة، دخولا لا تنالون معه إلا الفرح الدائم، والسرور الذي لا انقطاع له.وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( ادخلوا الجنة ) أي : يقال لهم : ادخلوا الجنة ( أنتم وأزواجكم ) أي : نظراؤكم ) تحبرون ) أي : تنعمون وتسعدون ، وقد تقدم تفسيرها في سورة الروم .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
( ادخلوا الجنة ) أي يقال لهم ادخلوا الجنة ، أو يا عبادي الذين آمنوا ادخلوا الجنة . ( أنتم وأزواجكم ) المسلمات في الدنيا . وقيل : قرناؤكم من المؤمنين . وقيل : زوجاتكم من الحور العين . ( تحبرون ) تكرمون ، قاله ابن عباس ، والكرامة في المنزلة . الحسن : تفرحون . والفرح في القلب . قتادة : ينعمون ، والنعيم في البدن . مجاهد ، تسرون ، والسرور في العين . ابن أبي نجيح : تعجبون ، والعجب هاهنا درك ما يستطرف . يحيى بن أبي كثير : هو التلذذ بالسماع . وقد مضى هذا في ( الروم )
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله, مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم.وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( تُحْبَرُونَ ) وقد ذكرنا ما قد قيل في ذلك فيما مضى, وبيَّنا الصحيح من القول فيه عندنا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع, غير أنا نذكر بعض ما لم يُذكر هنالك من أقوال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) : أي تَنْعَمون.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( تُحْبَرُونَ ) قال: تنعمون.حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( تُحْبَرُونَ ) قال: تكرمون.حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) قال: تنعمون.